موقع معاريف أونلاين
بعد مشروع بحث وتطوير استمر عشرين عاماً، يستعد الجيش التركي لتسلّم أول دفعة من دبابات القتال الرئيسية المنتجة محلياً بالكامل. تمثل هذه الخطوة إنجازاً عسكرياً وصناعياً مهماً ورمزاً لسيادة تركيا الصناعية، وانتقالها من الاعتماد إلى الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية.
سيُقام اليوم في أنقرة حفل رسمي لتسليم الدفعة الأولى من دبابات ألتاي (Altay) للقوات المسلحة التركية. المشروع طوّرته شركة BMC Defense بالتعاون مع رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، ويعد أول دبابة قتال رئيسية تركية تُنتَج محلياً لتحل محل الطرازات القديمة M48 وM60 في الجيش التركي.
المواصفات الفنية:
الدبابة من الجيل الثالث المتقدم، تزن نحو 65 طناً، ومزودة بمدفع أملس عيار 120 ملم من إنتاج شركة MKE Inc، متوافق مع ذخائر حلف الناتو والذخائر المحلية، بما في ذلك صاروخ موجه بالليزر يُعرف باسم TANOK.
خلفية المشروع:
بدأ تطوير ألتاي في أوائل الألفية ضمن "برنامج تصنيع الدبابة الوطنية التركية". بعد خمس سنوات من الاختبارات والتعديلات التقنية، سُلّمت نماذج أولية بمحركات كورية جنوبية في أبريل 2023 لتجارب ميدانية، ونجاحها مهّد للإنتاج التشغيلي هذا الأسبوع.
الأهمية الاستراتيجية:
يرمز المشروع إلى نضوج قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا وسعيها لتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب، خصوصاً بعد القيود الأميركية والأوروبية التي فُرضت في نهاية العقد الماضي وأثرت على مشاريع مثل مقاتلات F-35 ومحركات الغواصات الألمانية.
التحديات:
ما زال البرنامج يواجه عقبات تقنية ولوجستية بسبب اعتماد نسختين مختلفتين من أنظمة الدفع – الكورية والمحلية المستقبلية – إضافة إلى تعقيد الأنظمة الإلكترونية التي تتطلب تدريباً متقدماً للأطقم والفنيين. كما أن فرص تصدير الدبابة تعتمد على كلفتها والاعتبارات الجيوسياسية، إذ قد تعيق العقوبات الغربية أو نزاعات التراخيص عمليات البيع الخارجية.
الخلاصة:
تُعد دبابة ألتاي رمزاً مزدوجاً للقوة الميدانية والسيادة الصناعية لتركيا، ونتاجاً لمسار امتد عقدين نحو الاستقلال الدفاعي. ومع دخولها الخدمة، تنضم أنقرة إلى نخبة من الدول القادرة على تصميم وتصنيع دبابات قتال رئيسية متكاملة مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، كوريا الجنوبية، واليابان.