حذر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي من أن محاولات حزب الله المتزايدة لإعادة بناء قوته العسكرية قد تدفع إسرائيل لتوسيع عملياتها ضد الحزب، وهذا قد يؤدي إلى تصعيد واسع، رغم أن الجيش الإسرائيلي يلاحظ أن نشاطات إعادة البناء تحدث حالياً في مناطق شمال نهر الليطاني، وليس قرب الحدود، ما قد يخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وفق قسم الاستخبارات، يعمل حزب الله بجد لإعادة ترميم قدراته العسكرية ومكانته داخل لبنان، وتم نقل أدلة على ذلك للولايات المتحدة ولجهات الرقابة على تنفيذ وقف إطلاق النار.
وتشير تقديرات استخبارات أجنبية إلى أنّ الحزب أعاد جزئياً سلسلة إمداد السلاح، ويتلقى أسلحة من إيران عبر العراق وسوريا، وبوتيرة أسرع من قدرة الجيش اللبناني على تفكيك سلاحه. وقال الجيش الإسرائيلي: "الجيش اللبناني لا يواجه عناصر حزب الله تقريباً، ولا يمنع إعادة بنائه".
وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن الحزب تلقى ضربة كبيرة لا تسمح له باستئناف القتال حالياً، لكن إعادة البناء تهدف للحفاظ على مكانته كأقوى قوة عسكرية في لبنان وردع الحكومة اللبنانية. ولفت مسؤول أمني إلى أن سياسة إسرائيل بعد 7 أكتوبر تغيرت، وإن الجيش سيهاجم أي تهديد في بدايته مهما كانت دوافع الطرف الآخر.
وأعرب المبعوث الأميركي إلى لبنان وسوريا، توم باراك، قبل يومين عن قلقه من تدهور مسار نزع سلاح الحزب، ودعا لحصر السلاح بيد الحكومة اللبنانية.
ونوهت مصادر أمنية إلى إن كلامه جاء استناداً لأدلة إسرائيلية أن الحزب ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار.
ويركز حزب الله على إعادة تأهيل طريق تهريب السلاح من إيران والعراق عبر سوريا، إلا أن الرقابة الأميركية على الحزب وحرية عمل الجيش الإسرائيلي تعيق التهريب، الجيش الإسرائيلي ينتشر في خمس نقاط على الحدود وينفذ عمليات يومية في لبنان، وبعضها بري وفق تقارير أجنبية.
ويشار إلى أنه منذ وقف إطلاق النار، قُتل نحو 400 من عناصر الحزب ودُمرت عشرات البنى التحتية، العمليات شمال الليطاني تتم بتنسيق مع واشنطن التي لا تريد انهيار الاتفاق أو إضعاف الحكومة اللبنانية.
واتهمت مصادر لبنانية إسرائيل بزيادة الهجمات ورفع مستوى التصريحات للضغط على الحكومة لفتح مفاوضات سياسية. معتقدة أن إسرائيل تريد التوصل لاتفاق مع لبنان.
وقال مسؤول سابق في الجيش اللبناني: "لا يتوقع أن يبادر حزب الله لهجوم على إسرائيل قريباً، رغم تقارير عن إعادة التسلح".