أثارت مقاطع فيديو مُسرّبة من منشأة عسكرية تحت الأرض في إيران ضجة في البلاد، بعد أن قام مقاول مدني عمل في الموقع بنشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك وفقاً لتقرير في موقع amwaj.media.
المقطع، الذي نُشر في 7 نوفمبر، يوفّر لمحة نادرة إلى البنى التحتية المحصّنة في إيران، ويثير تساؤلات صعبة بشأن إخفاقات في الأمن العملياتي.
وتُظهر المقاطع، التي نُشرت على ما يبدو كمادة دعائية من قبل شركة مقاولات متخصصة في الأبواب المقاومة للانفجارات وفي بناء الأنفاق المعززة، تركيب أبواب مصفّحة، خلايا مضادة للانفجار، ومنشآت تخزين تحت الأرض مصممة لتحمّل الهجمات الجوية.
وقدّر محللو استخبارات من مصادر مفتوحة، أن المنشأة قد تُستخدم كقاعدة لطائرات مُسيّرة أو كمستودع أسلحة.
وسارعت قوات الحرس الثوري الإسلامي، التي اعتادت التفاخر بـ"مدن الصواريخ" تحت الأرض، إلى نفي أي صلة بالمنشأة.
المتحدث باسم التنظيم، علي نادري، قال في بداية الأسبوع: إن "الصور المنشورة لا علاقة لها بأنفاق الصواريخ والطائرات المسيّرة التابعة لقوات الجو والفضاء في الحرس الثوري"، مع ذلك، يظهر في أحد المقاطع علم يحمل شعار الجيش النظامي (أرتش)، الذي يمتلك هو أيضاً منشآت تحت الأرض، لكنه امتنع عن التعليق.
وتأتي التسريبات في فترة حساسة بالنسبة للمؤسسة العسكرية في طهران، التي استثمرت كثيراً في منشآت تحت الأرض لحماية أصولها الاستراتيجية من إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وأعرب محللون عن قلقهم من هذا الفشل الأمني.
وقال إحسان سلطاني، خبير في شؤون الشرق الأوسط: قال إن المقاطع "تلخص الفساد المستشري والمتجذّر في الهيكل الإداري للجمهورية الإسلامية".
وينضم هذا الحادث إلى سلسلة من الإخفاقات الأمنية الخطيرة في إيران في السنوات الأخيرة، والتي استُغلّت، بحسب التقارير، من قبل خصومها، وقد نُسب إلى إسرائيل تنفيذ اغتيالات لعلماء نوويين وقادة في الحرس الثوري، وكذلك عمليات تخريب في منشآت نووية وعسكرية.
وذُكر أنه خلال هجوم مفاجئ في 13 يونيو، قتلت إسرائيل عدداً من كبار الضباط العسكريين الإيرانيين.
إن حقيقة أن الثغرة الحالية ظهرت نتيجة جهود تسويقية من مقاول مدني، وليس نتيجة عملية تجسس، تشير إلى فجوات منهجية في الرقابة على المعلومات الحساسة، وإذا كانت المنشأة تعود فعلاً للجيش النظامي (أرتش)، فقد يفضّل الجيش مستقبلاً الاعتماد على وحدات البناء الخاصة به، وهي خطوة سترفع التكلفة وتبطئ المشاريع لكنها ستقلّل المخاطر العملياتية.