مشتبهون بعدم الكراهية

هآرتس

مقال هيئة التحرير

ترجمة حضارات

المنشورات الأخيرة في الإعلام الإسرائيلي حول الهجمات المنظّمة من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مهما كانت متأخرة وقليلة مقارنة بحجم العنف ومدته، خلقت الانطباع بأن الفهم يتسرّب داخل الجيش والشاباك، بأنه يجب عليهم التحرك فورًا ضد الخطر الداخلي.

يوم الجمعة أتيح للجيش فرصة ذهبية لإثبات أنه خلافًا للادعاءات، لم يفعل ولا يفعل يدًا واحدة مع اليهود الذين يخربون الكروم، إسرائيليون من منظمات سلام ويسار مختلفة أرادوا التعبير عن معارضتهم وذعرهم ليس فقط بالكلمات بل بالفعل، خططوا للانضمام إلى سكان قرية بورين جنوب نابلس، ومعهم قطف الزيتون، بورين هي إحدى القرى التي تعاني من مظاهر العنف من قبل يهود، ملتزمي الشريعة حسب مظهرهم، القادمين من بؤرة جفعات رونين شمالًا ومن مستوطنة يتسهار وأذرعها جنوبًا.

الجيش، على عادته في معظم الأماكن، يقف ليضمن ألا يُمسّ المعتدون بسوء، هذه الظاهرة السيئة "حماية المعتدين" لم تبدأ في عهد الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بل قبل عشرات السنين، الفرق هو أن كل شيء اليوم مكشوف وأكثر كثافة وعنفًا.

لساعات عدة أول أمس كان يمكن أن يحدث مشهد مختلف في كروم بورين وبيوتها: عمل زراعي مشترك وممتع، لقاءات بين معارف قدامى وتعارف جديد، وأصوات اللغتين العبرية والعربية ليست كأوامر وتهديدات، بل بلغة ونبرة أحاديث عادية.

لكن الجيش وجد من المناسب إحباط قطف الزيتون المشترك بإعلانه بورين منطقة عسكرية مغلقة، هل كانت هناك إنذارات علنية بأن المستوطنين ينوون الهجوم، أم أن القادة فقط افترضوا أن هذه نيتهم، لا أحد يعرف، الشرطة، بدورها، أظهرت اليقظة والإصرار اللذين يضيعان منها عندما تكون هناك بلاغات وإنذارات عن معتدين يهود ضد مجتمع فلسطيني.

من ساعات الصباح أول أمس أجرت الشرطة تفتيشًا استثنائيًا في حاجز على شارع 5 للقادمين من إسرائيل، بدا واضحًا أنها تبحث عن مشتبهين بعدم العنف وبعدم كراهية العرب، عندما وصلت سبعة حافلات مليئة بإسرائيليين من هذا النوع بينهم عضو الكنيست غلعاد كاريف منعت مواصلة سفرهم، ثم توقفت عن فحص بقية السيارات الداخلة إلى الضفة.

بعد وقت قصير ستنتهي موسم قطف الزيتون، لكن الهجمات ستستمر، هي والكوارث المسيحانية التي يخطط منفذوها هي تهديد وجودي. على أحزاب الوسط أن تستيقظ وتدرك وجود علاقة مباشرة بين هذا التهديد والانقلاب القضائي، الخطوة المطلوبة هي انضمام متظاهري بلفور وكابلان إلى مجموعات “الحضور الحامي” من نشطاء إسرائيليين بين التجمعات الفلسطينية المهددة، هذا سيكون أول رسالة عملية بوجود معارضة للحكومة الكهانية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025