سمي سموحا
موقع ynet الإخباري
ترجمة حضارات
تكاد كل استطلاعات الرأي في العامين الأخيرين تُظهر أنه في الانتخابات القريبة لن يكون من الممكن تشكيل ائتلاف حكومي من دون الأحزاب العربية، لأن أي معسكر لن يفوز بأغلبية مطلقة، وإذا أُجريت في العام القادم انتخابات نزيهة للكنيست واحترمت نتائجها، فلن تقوم في إسرائيل حكومة من دون دعم حزب عربي.
معسكر اليمين وسم الأحزاب العربية بأنها مؤيدة للإرهاب، وسوف يستخدم ذلك أداة تحريض ضدها وضد معسكر الوسط–اليسار.
أغلبية ساحقة في اليمين تفرض فيتو على دخولها إلى الائتلاف. نتنياهو سيحاول عبثًا دفع أعضاء كنيست من أحزاب منافسة للانشقاق، كما أن تشكيل حكومة وحدة غير ممكن، لأن أحزاب الوسط–اليسار ستواصل مقاطعة نتنياهو ما دام لم يُبْرَّأ في محاكمته الجنائية.
الوضع في معسكر المعارضة معقّد أيضًا، إذ إن حزب "الديمقراطيين" هو الحزب الوحيد الذي لا يستبعد التعاون مع الأحزاب العربية.
استطلاع للرأي بين الجمهور اليهودي أُجري في تشرين الأول/أكتوبر 2025 (شمل 1,010 مستطلَعين في عينة قومية تمثيلية عبر الإنترنت)، واستطلاع آخر للجمهور العربي في أيار–تموز/مايو–يوليو 2025 (720 مقابلة وجاهية في عينة قومية تمثيلية)، أجرياه البروفيسور يوڤال فاينشتاين والدكتور نهاد علي وكاتب هذه السطور، وتُنشر بعض نتائجه هنا لأول مرة، يسلطان الضوء على الموضوع.
نسبة اليهود الذين يهمّهم أن تكون السلطة بيد اليمين ارتفعت من 59.5٪ قبل الحرب إلى 64٪ في عام 2025، نسبة اليهود الذين ينفون حق التصويت عن العرب قفزت من 30٪ إلى 48٪، وفي أسئلة طُرحت عام 2025 أجاب 65٪ من اليهود بأن المواطنين العرب يشكّلون خطرًا على أمن الدولة، و62٪ أيدوا ترحيلهم.
في السؤال المباشر: "إذا لم يكن بالإمكان تشكيل حكومة من دون الأحزاب العربية بعد الانتخابات القادمة للكنيست، فما رأيك في قيام ائتلاف يحظى بدعم خارجي من أحزاب عربية؟" أجاب بالرفض 55٪ من اليهود، وفقط 30٪ من مؤيدي المعارضة، حقيقة أن غالبية مؤيدي المعارضة لا يرفضون ذلك أمر مشجّع، ويتيح إقامة حكومة جديدة في سيناريوهات متنوعة، من ضمنها دخول حزب "راعَم" إلى الائتلاف، ودعم خارجي من "القائمة المشتركة" إذا أُقيمت.
وغالبية الجمهور العربي تؤيد ذلك أيضًا، ففي استطلاع أيار–تموز/مايو–يوليو 2025، أيد 76٪ من المواطنين العرب "تنظّم الأحزاب العربية في قائمة مشتركة واحدة تعمل على الاندماج في ائتلاف حكومي من أجل التأثير"، وقال 47٪ إن على الأحزاب العربية أن تشارك في انتخابات الكنيست حتى لو طُلب منها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
لذلك، إذا قامت قائمة مشتركة تعلن استعدادها للمشاركة في تشكيل حكومة جديدة، فإن نسبة تصويت العرب وتمثيلهم في الكنيست القادم سيرتفعان بشكل دراماتيكي، وسيُبعِدان اليمين عن الحكم.
معسكر الوسط–اليسار لم يتجرأ حتى الآن على "تطبيع" الأحزاب العربية كما فعل نتنياهو مع أحزاب اليمين المتطرف، فهل لدى بينيت، لابيد، أيزنكوت، ليبرمان، غولان وغانتس الجرأة لاتخاذ خطوة موازية، وإشراك أحزاب عربية في الائتلاف حتى لو لم تكن لحكومتهم أغلبية يهودية، كما في حكومة رابين عام 1992 وحكومة "التغيير" عام 2021؟
إنها أيضًا خطوة كاسرة لمعادلة التوازن، تلبي حاجة حيوية لتطبيع دمج العرب في الحكم، اليمين سيستخدم هذه "الخطورة" لتخويف اليهود ودفعهم للتدفق إلى صناديق الاقتراع، ومع ذلك، إذا كان قادة معسكر الوسط–اليسار يريدون تشكيل حكومة تُصلح أضرار الحكومة الحالية، فعليهم أن يتصلوا بالواقع من الآن وأن يستوعبوا: الطريق الوحيد لإحداث انقلاب سياسي يقتضي دمج مواطني إسرائيل العرب في الائتلاف الحكومي القادم.
البروفيسور سمي سموحا أستاذ متقاعد في جامعة حيفا وحاصل على جائزة إسرائيل في علم الاجتماع.