تصدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوة لتصريحات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام، جعله أول شخصية أجنبية تختارها المنظمة الإسلامية السنغالية "جمرة"، لنيل لقب "شخصية العام 2020 بالسنغال".
ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قالت منظمة "جمرة" (غير حكومية)، في بيان، إن "أردوغان تصدى بشجاعة للإهانات المقيتة التي تعرض لها أشرف المخلوقات نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم".
دافع عن الإسلام ببسالة
وحول اختيار المنظمة السنغالية للرئيس أردوغان ليكون شخصية العام، قال مامي ماكتار غاي، نائب رئيس المنظمة، إن "جمرة" اختارت الرئيس التركي لنيل لقب "شخصية العام 2020" في السنغال، لأنه يدافع عن الإسلام بكل صراحة وبسالة.
وفي مقابلة مع الأناضول، أضاف غاي، أن "اختيار أردوغان كان سابقة هي الأولى من نوعها فخلال السنوات الماضية كنا ننمنح اللقب لشخصيات من داخل السنغال".
وأشار غاي، الذي ينشط منذ 1983 في مجال التعليم والمساعدات الاجتماعية بالسنغال، أن منظمته تختار منذ عام 2015 أبرز شخصيات العام التي قدمت إسهامات مهمة لصالح المجتمع في السنغال.
وتابع: "حرصنا خلال مسيرتنا على اختيار أسماء من داخل السنغال لنيل لقب شخصية العام من أجل تشجيعها على المساهمة بشكل فعال في الأعمال والفعاليات التي تخدم المجتمع السنغالي".
وقال غاي: "هذا العام أردنا أن نفعل شيئا أكثر عالمية، وفكرنا فيما يمكنه تحقيق الفائدة للبشرية جمعاء، وحددنا 4 أسماء لمنح أحدها اللقب".
ولفت إلى أن أعضاء اللجنة المتخصصة في الجمعية أجمعوا على منح اللقب للرئيس أردوغان، معربا عن رغبته بعدم ذكر الأسماء الثلاثة الأخرى.
بيّن أن سبب الإجماع على أردوغان هو أنه "ما من زعيم آخر في العالم يدافع عن الإسلام بهذه الصراحة والبسالة مثل الرئيس التركي".
وأوضح، أن أردوغان لم يلتزم الصمت تجاه تصريحات الرئيس الفرنسي التي استهدف من خلالها الدين الإسلامي، بل دحض تلك التصريحات غير المبررة، ودعا إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
علاقات جيدة مع إفريقيا..
وإضافة إلى دفاعه الصريح عن الإسلام، فإن الرئيس أردوغان قد أقام علاقات تعود بالفائدة على الجانبين التركي والإفريقي، بما في ذلك السنغال، حسب غاي.
وذكر أن "أردوغان أسس مع إفريقيا علاقات تقوم على العدل وفقًا لجوهر الإسلام".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال الرئيس التركي، إن استثمارات بلاده في إفريقيا وفرت أكثر من 100 ألف فرصة عمل بالقارة، مشيرا أن قيمة المشاريع التركية المنجزة فيها بلغت نحو 70 مليار دولار.
ووفق تصريحات أردوغان، آنذاك، فإن أنقرة رفعت عدد سفاراتنا في القارة السمراء من 12 إلى 42، ومكاتب الاستشارات التجارية إلى 26.
من ناحية أخرى، قال غاي، إن أعضاء منظمة "جمرة" يريدون منح لقب "شخصية العام" بصورة رسمية إلى أردوغان، ومستعدون للسفر إلى العاصمة أنقرة لتحقيق ذلك، بعد التنسيق مع السفارة التركية لدى داكار.
وكانت تصريحات الرئيس التركي التي هاجم فيها ماكرون بسبب تطاوله على الإسلام ونبيه، ودعوته لمقاطعة المنتجات الفرنسية، قد لاقت أصداءً واسعة في السنغال.
حتى أن العاصمة داكار، شهدت في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مظاهرات احتجاجية مناهضة لماكرون، ولظاهرة الإسلاموفوبيا، أدلى منظموها بكلمات دعموا خلالها الرئيس أردوغان، ورفعوا لافتات تضمنت رسائل تأييد لتصريحاته المذكورة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شهدت فرنسا نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) على واجهات بعض المباني، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي تنامى بالموازاة مع دعوات وحملات بمقاطعة البضائع الفرنسية.
وزاد من هذا الغضب تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 21 من الشهر المذكور، قال فيها إن باريس لن تتخلى عن الرسوم المسيئة للنبي بحجة حرية التعبير.