وسط تفاؤلٍ حذر، تنطلق الحوارات الفلسطينية قبيل بدء الحملات الانتخابية الفلسطينية، والمنتظر أن تخلص الحوارات إلى تفاهمات تذلل السبل لإنجاح الانتخابات، واستكمال مسيرة بناء نظام سياسي فلسطيني شرعي ومؤسسات منتخبة.
وخلافًا لما سبق، فالمأمول أننا أمام مخرجات عملية هذه المرة، هنا لا بد من القول إن تنازل حماس عن شرطها توازي الانتخابات التشريعية والرئاسية والوطنية، لم يكن العامل الحقيقي الذي مهد الطريق، فقد كانت حماس مستعدة أكثر من مرة لتقديم المرونة إذا كان ذلك سينهي الانقسام أو يفضي لانتخابات نزيهة، لكن الموقف الفتحاوي الذي أصبح مضطرًا للانتخابات هو الذي دفع حماس لإبداء المرونة عمليًا عندما قدرت أن مرونتها ستكون في مكانها ووقتها.
القيادة الفتحاوية وجدت نفسها على محك شرعيتها داخليًا، وسط محاولات خارجية تسعى لاستبدالها بقيادةٍ أكثر تماسا مع مصالحها، ففتح أمام تحدي أكبر من تنافسها مع حماس على الساحة الفلسطينية، لذا فقد فضلت تجديد شرعيتها من خلال الانتخابات العامة، ولو أدت لتجديد شرعيةٍ لحماس أيضًا، ففتح ترى أنها ستحافظ على منجزاتٍ ومكتسباتٍ من خلال الانتخابات ستظهرها أكثر شرعيةً وهي تنهي الانقسام.
ومن الجدير ذكره أن الهيئة العليا لأسرى حماس، والحركة الأسيرة، وجهوا رسالةً لحوار القاهرة تدعو المتحاورين لتوقيع وثيقة تعهد، أن يسعى أي كان الفائز منهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية من الكل الفلسطيني، هدفها إنهاء إفرازات الانقسام، والاستمرار في مراحل الانتخابات الثلاث، فالشعب الفلسطيني اليوم على مفرق طرق: إما بداية نهاية الانقسام، أو المجهول -لا قدر الله- إذا تعطل مسار تجديد الشرعيات من جديد.
7/2/2021م