علم كوبر ورسالة يعبد بقلم

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

​​​​​​​
12-5-2020

بعد أن أصرّت جرافات جيش الاحتلال الوحشية على أن تحقق ما تعتبره - تغطرسًا واستكبارًا - نصرًا في مجال الوعي ضد الفلسطينيين، وعبر محاولات متعددة نجحت قوات جيشها الجرار في إنزال علم فلسطين من على سطح منزل عائلة الأسير الفلسطيني قسام شبلي البرغوثي ليلة أول أمس في كوبر الصمود قضاء رام الله.
حرصت وكالات التلفزة الاسرائيلية على إبراز مشهد المحاولات المتكررة للوحش الغبيّ الذي يقوده جنديّ محتل مدفوع بأوامر كبار جنرالاته المتغطرسين والذي يسمى جرافة (دحبور) بعد أن حط رأسه برأس علم فلسطيني يرفرف في سماء كوبر غير عابىء بإطلاق الرصاص ولا بتحرك الآليات والقوات الاحتلالية الخاصة، وكأنهم يريدون إرسال رسالة احتلالية أخرى حمقاء أو كيّ الوعي الفلسطيني، وكأنهم لم يتعلموا من تجربتهم السابقة عبر عشرات السنين أن الفلسطيني لا يقهر، وسيبقى يقاوم ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
انسحبت القوات من كوبر وبنادقها معها، وأعناق الجنود تنظر إلى السماء خشية (ووفق المراسل العسكري للقناة 11) من إلقاء حجارة قاتلة من أسطح منازل الفلسطينيين كما حصل في الأمعري قبل سنتين، ولم تكد أن تنسحب حتى عاجلهم أهل يعبد فجر اليوم في لحظة شعورهم بالأمان بعد (أن قضوا وطرهم) باعتقال أطفال فلسطين في يعبد، بحجر كبير، لا يملك الفلسطينيون غيره ليقاوموا ظلم وجبروت الاحتلال، ليخترق هذا الحجر غطاء الرأس (الكيسدا) المتطور والمتين، وليشرك أو يذق عائلات الصهاينة مصائب الاحتلال التي يعاني منها الفلسطيني يوميا، ولحظة بلحظة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023