كي لا يتحول العداء لامريكا معيارا لكل شيىء بقلم د. نواف التكروري

د. نواف التكروري : الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج 


بعيدا عن العواطف ودعاوى المصلحة التي ترفع من تشاء وتضع من تشاء، فانه مما لا يختلف عليه اثنان ان أمريكا هي راس الظلم والاجرام في العالم وهي من يفتح باب الشرّ لكل مجرم. 

وهي العدوّ الأشرس للحقّ والعدل والحرية في بلاد المسلمين فهي في غالب الأحيان مع الظالم ضد المظلوم ومع المجرم ضد الضحية، وعندما تكون على حال معاكسة فليس ذلك دفعا لظالم او مجرم ولا نصرة لمظلوم او ضحية وإنما لغاية عدوانية اخرى وقد مارست أمريكيا العربدة والعنجهيات ضد المسلمين وغيرهم وقتلت الكثير من المصلحين والمجاهدين ظلما وعدوانا ومحاولة منها لاطفاء نور مشاريعهم الإصلاحية واخماد جذوة جهادهم. 

كما أنّها قتلت أيضا مجرمين ومفسدين في الأرض وقتلة شعوب وظالمين؛ ولكن ليس لأنهم مجرمون وقتلة وإنما لأسباب تتعلق بأمنها ومصالحها، ولكون هذه الشخصيات تتعارض مع مشاريعها العدوانية فالباطل يتصارع فيما بينه وأهل العدوان يتقاتلون فيما بينهم، ولذلك لا بد من التأكيد هنا أن قتل أمريكا او حتى الكيان الصهيوني لمجرم او قاتل لغرض عدواني ينبغي ألا يحول هذا المجرم في اذهاننا إلى بطل مجاهد ولا إلى مصلح او أمام او شهيد فاستهداف أمريكا لقاتل او ظالم لايغسل اجرامه لا سيما اذا كان في رقبته دماء الأبرياء؛ ولا يمحو فساده وظلمه بل هو منسجم مع سنن الله تعالى في خلقه بأن ينتقم من الظالم بأظلم منه احيانا. 

وهذا ما يجب على المسلمين جميعا أن يعوه جيدا افرادا وجماعات ويستلزم أن يحفظوا ألسنتهم وقلوبهم ويضبطوا عباراتهم التي توجّه الأجيال. 

وإنّ قلب الحقائق ومحاولة تسويق المجرمين وقتلة الشعوب وتحويلهم الى ابطال وشهداء ومصلحين لا يغير من واقع الأمر أو من حقائق الأشخاص شيئا. والحمد لله انه سبحانه وتعالى لم يجعل مفاتيح الجنان ولا خزانة جهنم لشخص ولا جماعة ولا حتى نبي وإنما هو شانه عز وجل فمهما حاول أصحاب العواطف ان يلقوا مسلما او مصلحا في جهنم لانه لم يوافقهم في موقف او عمل فليس لهم ذلك. 

ومهما حاول البعض سياسة او مداهنة او مصلحة مزعومة او قناعة ان يفتحوا ابواب الفردوس الأعلى لمجرم قاتل اوظالم فلن يستطيعوا ذلك ولن يغيروا من الأمر والحقيقة شيئا كل ما في الأمر انهم يضللون بعض الناس.المعجبين والمتابعين على كل حال، ويخسرون مصداقيتهَم عند آخرين ولن تعطل مواقفهم عدالة الحق سبحانه، ولكنها تنعكس عليهم في دينهم ودنياهم خسارات فادحة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023