صفعة لترمب ونتنياهو في البيئة الاستراتيجية . بقلم أ. محمود مرداوي

صفعة لترمب ونتنياهو في البيئة الاستراتيجية

يقلم / أ محمود مرداوي
ما قيمة قرار وزراء خارجية الدول العربية الرافض بالإجماع لصفقة القرن +؟

بتقييم سريع وفق المواقف الأمريكية والصهيونية ذات العلاقة المباشرة القرار نسف شرعية الصفقة، واعتُبر صفعة في وجه ترمب ونتنياهو 
أدعوكم أن لا تستخفوا بكلامي، فأنا أعلم وأتابع مثلكم كيف أن سفراء دول عربية( الامارات البحرين وعمان) حضرت مؤتمر إعلان الصفقة، وأشخاص ( مثل محمد بن سلمان) ودول ( مثل السعودية) اختبأت من خلف البحرين، ووقاحة عبد الله بن زايد طفت، وشارك تغريدة لواشنطن بوست أن الفلسطينيين دائماً يرفضون ويخسرون في إشارة ينتقد فيها رفض الفلسطينيين للصفقة، وموقف وزراء الخارجية بالأمس لا يعكس موقف الغالبية، ولكنه كما قلت لطمة في وجه نتنياهو الذي تغنى بأن العرب موافقون ، وأن العرب يشاطرون (إسرائيل) الموقف بأنها لم تعد عدو، والعدو الحقيقي هي إيران، وأنها تقيم علاقة طيبة بالخفاء معنا .
إنها لطمة لترمب الذي أرسل للدول العربية محددات بأن لا تتجاوز بياناتهم تلك المحددات والقيود .

إن صفقة القرن قامت على أساس أنها عملية سلام مع العرب ، والفلسطينيون مدعوون لها، لكن موجهة لتنظيم العلاقة بين الدول العربية و(إسرائيل )وبناء شرق أوسط جديد بناءً على مرصوفتها.
وتأجيل إعلانها مرات كان بقصد خدمة الدعاية الانتخابية لنتنياهو وترمب، وتعجيل إعلانها قبل الانتخابات الاسرائيلية الثالثة خدمة لنتنياهو وترمب.

لكن أن يصدر البيان من القاهرة بما لا يتوافق مع بيان الخارجية المصرية منفرداً، وأن تصوت عليه دول الخليج التي جاهرت ثلاث دول منها علناً بتأييدها للصفقة يعد انتصاراً في البيئة الاستراتيجية لمواجهة صفقة القرن ، إنجاز لا يستهان فيه أعاد الأمور إلى نصابها من صراع على شرعية الصفقة إلى صراع إرادات بين المحتل الذي يفرض بال D9 والمركافاة 4 وال F35 إرادته على الأرض، يصنع تغييراً جيو استراتيجياً يخدم رؤيته متوافقاً مع تطبيقات صفقة القرن ، يقتضي إعادة النظر في سبل المواجهة في البيئة الداخلية للتصدي لتطبيقات صفقة القرن على الأرض.

علينا أن نفصل ما بين المواجهة في البيئة الخارجية والأدوات الدبلوماسية وما تقتضيه، وأدوات المواجهة في البيئة الداخلية للتصدي للاحتلال، والأدوات المطلوبة ، حيث أجملها الرئيس في خطابه يوم الصفقة بجملتين، ما حك جلدك مثل ظفرك 
وكذلك إعادة النظر في دور السلطة الوظيفي .
كل أوجه النقد بالأمس لبعض المفردات والجمل التي لها دلالات لا تتوافق مع القاعدتين اللتين تحدث عنهما الرئيس في خطاب الرد على المؤتمر ذو صلة بالبيئة الداخلية التي ننتظر من اجتماع غزة تنظيمها والتوافق على رؤية مشتركة تتكامل بين الفصائل والسلطة وتتناسب مع الهدف والخطة للتصدي لصفقة القرن على الأرض وإسقاطها.

" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"
واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023