التداعيات الأوكرانية: غاز، تركيا وإسرائيل
بقلم ناصر ناصر
15-3-2022
احتمالات معقولة باستفادة تركيا من الأزمة الأوكرانية في موضوع الغاز ، حيث تقف تركيا أمام ثلاثة احتمالات:
-الأول: استمرار السماح الأمريكي لتركيا بشراء النفط والغاز من روسيا، حيث إن 53% من حاجة تركيا من الغاز يتم استيرادها من روسيا، وهذا احتمال ضعيف خاصة مع تزايد حدة الأزمة الأوكرانية والرغبة الغربية في معاقبة روسيا لدرجة احتمالية المساس بأنبوب الغاز التركي الأول والثاني.
-الاحتمال الثاني: السماح لتركيا بالمضي قدما في محاولاتها لاستخراج النفط والغاز في منطقة شرق البحر المتوسط المتنازع عليها مع اليونان وقبرص، وتبدو المعاضة الأمريكية والأوروبية هنا عالية، وقد لا تتراجع الأمر الذي يستبعد هذا الاحتمال.
بقي الاحتمال الثالث والذي يواجه صعوبات واضحة ولكنه قد يكون الأكثر توقعاً، وهو اضطرار مجموعة دول غاز شرق البحر المتوسط التي أقيمت سنة 2019 مع مصر ، الأردن، إسرائيل، إيطاليا، اليونان، فرنسا، الامارات والسلطة الفلسطينية وقبرص، وكان الهدف الرئيس منها هو مواجهة تركيا.
إن اضطرار هذه المنظمة للتراجع وإشراك تركيا فيها قد يكون احتمالاً مقبولاً، وبذا تكون تركيا قد استفادت سياسياً واقتصادياً من هذه الأزمة، ولا عجب فالحروب والأزمات تعيد تشكيل الاصطفافات والتحالفات الاستراتيجية في بعض الأحيان، وكل ذلك مع التحفظات على التحليل المبكر لتداعيات أزمة أوكرانيا المستمرة والمتصاعدة سياسياً واقتصادياً، والتي سيكون لها في الأغلب آثار وتداعيات متناقضة.
يمكن للاعبين "المهرة" اقتناصها والاستفادة منها استراتيجياً واقتصادياً على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، وقد يكون الحرص التركي على اللقاء مع الإسرائيلي كهيرتسوغ مقدمة ضرورية ولا مناص منها في هذا الإطار .
وهكذا وتحت وطأة "المصالح الحيوية " يمكن للقضايا العادلة كقضية فلسطين الانتظار على الأقل حتى تتغير قياداتها، وهذا ممكن أو تلتقي مع مصالح دول كبرى، وهذا مستبعد في هذه المرحلة.