علاقة إسرائيل مع دول الطوق
مما لاشك فيه أن إسرائيل قد تعادت مع كل العالم العربي ومع معظم دول العالم الإسلامي، وذلك للخصوصية القومية والعقيدية التي تتمتع بها فلسطين، بل وتعادت مع كثير من الدول الأجنبية التي ناصرت حقوق الشعب الفلسطيني باعتبار المشروع الصهيوني مشروعا استعماريا، ضرر إسرائيل لم يقتصر على الشعب الفلسطيني بل تعداه لدول أخرى، وكان لدول الطوق نوع من الخصوصية والتركيز، إذ كانت جزءً من الصراع المباشر، وبالرغم من أن اتفاقيات سلام تربط إسرائيل مع دولتين من دول الطوق وهما مصر والأردن فإن شيئا لم يتغير بالنسبة لشعوب دول الطوق فينظر لإسرائيل بأنها دولة محتلة، وتترسخ هذه النظرة كلما فشلت المحاولات في إقامة دولة فلسطينية على حدود ال 1967 وبالتالي تتم العودة لنقطة الصفر.
يجب التفريق بين مواقف الشعوب ومواقف الأنظمة فما يجمع شعوب دول الطوق وكما هم شعوب المنطقة بأكملها هو أن إسرائيل هي دولة احتلال إلا أن الوضع بين إسرائيل والأنظمة الحاكمة فيعيش بين مد وجزر. (سيتم التركيز في بحثنا بهذا الباب على المراجع الإسرائيلية).
علاقة ٍإسرائيل مع مصر
ثمة حقيقتان يتم تناولهما عند الحديث عن السلام مع مصر والذي قامت إسرائيل بدفع ثمن باهظ مقابله وهو الانسحاب من سيناء، الحقيقة الأولى: أن إسرائيل قد أمنت الحرب مع الجيش المصري وكذلك مع جيوش أخرى في المنطقة، وتمكنت إسرائيل من التحرك أكثر في المنطقة عبر البوابة المصرية وعندما يتم التكلم عن التطبيع فإن إسرائيل تشعر بالإحباط وهي الحقيقة الثانية. إذ أن السلام الذي تم توقيعه هو سلام بارد "cold peace"، وزاد الإحباط وتعمق عندما صعد الإخوان المسلمون للحكم فهم الامتداد الطبيعي لحركة حماس.
نبذة تاريخية
مصر - ومنذ بداية تشكيل المشروع الصهيوني- كانت جزءً من الصراع المباشر فقد شارك الجيش المصري ومتطوعون مصريون في حرب 1948، فقد حقق الجيش المصري والمتطوعون العرب تقدماُ على بعض المحاور فتمت السيطرة على مدينة بئر السبع وتم الوصول إلى حدود مدينة الخليل وجنوب القدس، ومن ثم تم توقيع اتفاقية رودس واعتبار الحدود الانتدابية هي الحدود بين الدولتين –ماعدا قطاع غزة والذي بقي تحت السيادة المصرية- وكانت إسرائيل ضمن التحالف الثلاثي الذي ضم بريطانيا وفرنسا بالإضافة لإسرائيل في شن حرب العام 1956 ضد مصر.
شنت إسرائيل اعتداءات عديدة ضد الجيش المصري وضد قطاع غزة، عامةٌ، أثناء تواجد مصر في قطاع غزة في الفترة الممتدة بين عامي 1953-1956 كان أشهرها قصف مركز الشرطة المصرية وقصف المستشفى الأهلي في مدينة غزة ومذبحة مخيم البريج.
ثم كانت حرب 1967 والتي هزمت فيها مصر ودول عربية أخرى، واحتلت إسرائيل قطاع غزة الذي أدير من مصر وواصلت احتلالها لكامل سيناء حتى وصلت إلى قناة السويس، ثم كانت حرب الاستنزاف ثم مشروع روجرز ثم حرب 1973 والتي شكلت ضربة قوية لإسرائيل لتوقع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، ولتنسحب بموجبها إسرائيل من سيناء. لم تقع أي مواجهات منذ توقيع اتفاقية السلام ما بين الجيشين وتم تبادل العلاقات.