"حرية"..أشرطة..وآمال
بقلم ناصر ناصر
11-9-2020
ليس من المبالغة القول بأن السؤال الأول الذي يشغل بال الأسرى الفلسطينيين اليوم وعلى كافة ألوان طيفهم السياسي هو مدى مصداقية ما تم نشره وتداوله في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو باسم حركة حرية ويظهر فيها ما يُعرض على أنه ضابط موساد يتحدث والى جانبه آخر ، وهل ستهتم حركة حرية التي سمعوا عنها وكذا الشعب الفلسطيني لأول مرة بجعل حريتهم شرطاً لإطلاق سراح من تم عرضهم كضباط موساد؟
ليس غريبا على الاسرى الفلسطينيين المتعطشين للحرية والقابعين في غياهب السجون منذ سنوات طويلة يعانون قهر السجن والسجان أن يتمسكوا بأدنى أمل يداعب مخيلتهم في الفوز بالحرية ، كيف وإن كان هذا الأمل قد صدر من خلال أشرطة تزايد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ، وتوافقت مع أخبار أو سمها ان شئت اشاعات تحدثت في السنوات الأخيرة عن اعتقال نشطاء من جهاز الموساد الاسرائيلي.
لا يمكن في هذه المرحلة الحديث عن مصداقية هذه الأشرطة فهي لم تصدر من جهة معروفة ولم يتم تبنيها من أي طرف ذو مصداقية كان ، بغض النظر عن الموقف الاسرائيلي الصامت تماماً حيالها ، فصمتهم لا يعني شيئ في هذه المرحلة.
لا يجب لوم الأسرى الفلسطينيين على تمسكهم بالآمال حتى وإن كانت على شكل هذه الأشرطة ، وكما قال درويش " كالأسرى والعاطلين عن العمل نربي الأمل ". فالأمل نبتة صغيرة يرعاها الأسرى كي يتفيؤوا في ظلالها من لهب السجون الحارق ، وإن كان لا بد من اللوم فهو يقع على قيادة الشعب الفلسطيني التي تركت خيرة أبنائها ينزفون دمائهم وأعمارهم وهم داخل السجون ، وكريم يونس ونائل البرغوثي ووليد دقة و ثمان وعشرون أسيرا آخراً ممن قضوا 25 عاما بشكل متواصل في سجون الاحتلال هم أمثلة وشواهد على ذلك .
لا أستهدف في هذا المقال تصديق أو تكذيب هذه الأشرطة ومدى مصداقيتها ، فهذا ما سيتبين في الأيام والأسابيع القادمة كأي أخبار او اشاعات تنشر، بل إثارة مدى أهميتها بالنسبة للأسرى وعائلاتهم التي تعبر عن مدى شوق وتعطش الأسير الفلسطيني -وغير الفلسطيني أيضا – للحرية والانعتاق من القيد والسجان ، بقيت الاشارة الى أن أمل الاسرى الفلسطينيين الأساس بعد الله تعالى في إطلاق سراحهم متعلق بالمقاومة الفلسطينية وعهدها معهم بصفقة وفاء أحرار مشرّفة ثانية .