يأتي اللقاء بين ترامب ونتنياهو في أجواء من النشوة المشبعة برائحة الدم والبارود بالمشترك المباشر في ضرب برنامج إيران النووي ونصف المباشر علنا عبر مشوار تصفية المقاومة الفلسطينية ووجودها على أرض فلسطين وفي الأجيال العربية عبر مسيرة التطبيع.
غير أن الأخطر من بينها ما يقف من وراء الرؤية الأمريكية الإسرائيلية من مخطط يستتر خلف غطاء صفقة التبادل، بينما يحمل في جوهرها مشروعا لتصفية المقاومة الفلسطينية وحضورها السياسي والعسكري واستدامة الاحتلال العملي في قطاع غزة أو أجزاء منه.
الرؤية الاسرائيلية
تأبيد الاحتلال المباشر على الارض من خلال:
أولاً: التواجد في ما يطلق عليه المحيط وهو خارج التجمعات السكانية من المدن والمخيمات والبلدات الصغيرة، والسيطرة على الحزام الشرقي أو الشمالي للقطاع، وتحديدا المناطق الحدودية مع اسرائيل، للتدخل السريع تماما كفكرة مناطق "أ" في اتفاقية أوسلو.
ثانياً: محور موراج وهو الممر الاستراتيجي الاستراتيجي الممتد شمالا وجنوبا على طول الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة وتحديدا خان يونس، ويعني السيطرة البرية للقوات.
ثالثاً: عدم ايقاف الحرب رسميا لاستنساخ الحالة اللبنانية الراهنة عبر تنفيذ هجمات حسب الحاجة ومنها اغتيالات، قصف مواقع السلاح إلى آخره.
رابعاً: تفكيك حركة حماس من خلال:
أ) طرد ما تبقى من القيادات خارج قطاع غزة
ب)تسليم السلاح.
ج) تفكيك الجهاز العسكري كما حدث مع كتائب الأقصى في انتفاضة الأقصى.
د) التضييق على القيادات خارج فلسطين من خلال الضغط المباشر من أمريكا على قطر وتركيا لطردهم
خامساً: إدارة القطاع من جانب جهة مستسلمة تماما للإرادة الأمريكية الإسرائيلية بعيدا عن أصابع حركة حماس.
سادساً: قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح
واقع المقاومة
لا شك بأن المقاومة ليست في أفضل حالاتها على ضوء حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسكوت جبهات المساندة عن النصرة المباشرة وأهمها حزب الله باستثناء اليمن، غير أن ذلك لا يعني فقدانها التام لبعض أوراق القوة والتي من خلالها لا زالت متماسكة وأهمها:
1- إفشال الحسم العسكري للاحتلال في قطاع غزة.
2- الحفاظ على ورقة الأسرى لديها.
3- عدم فقدان السيطرة والتحكم في الميدان.
4- إفشال مشاريع العصابات المحلية إلى حد كبير.
5- تكبيد الاحتلال خسائر بشرية حساسة في جنوده.
6- الحضور الإعلامي من خلال الميدان.
7- فشل رهان تحطيم الجبهة الداخلية للمقاومة عبر دفعها للثورة عليها.
كيف تواجه المقاومة المؤامرة عليها؟
1- القتال من أجل الوحدة الوطنية وعدم اليأس من بعض الأطراف.
2- الإصرار على إيقاف الحرب بشكل كامل، وعدم المساومة على هذا الهدف.
3- رفع الحصار وإعادة البناء دون اشتراطات أمنية وسياسية.
4-عدم الرضوخ للتهديدات الأمريكية الإسرائيلية والمواعيد المضروبة وكأنها قدر لا يمكن تغييره.
5- الإصرار على انسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة.
6- رفض إدارة القطاع من جانب جهات يرفضها الشعب الفلسطيني.
7- عدم المساس بسلاح المقاومة وقادتها.
8- تكثيف زخم الفعل المقاوم على الأرض.
9- تمتين الجبهة الداخلية بكل الوسائل.
10- التعامل بحزم مع العصابات المسلحة المدعومة من الاحتلال.
11- تمتين العلاقة مع الشعوب المناصرة للشعب الفلسطيني ومع الدول الداعمة أيضا.
12- الحفاظ وتقوية العلاقة مع محور المقاومة وتمتينها.
13. تكثيف الخطاب الإعلامي لفضح جرائم الاحتلال وإضعاف صورته أمام العالم.
الخلاصة
تواجه المقاومة مشروعا يسعى لاجتثاثها والقضاء على فكرة التحرير مما لا يبقي أمامها خياراً غير إفشال ذلك عبر ما تتقنه من الصمود والثبات كما تفعل الأن على الأرض رغم حرب الإبادة بحق المدنيين.