موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
يتابع الأردن بقلق بالغ ما يجري في مناطق الضفة الغربية، بعد سيطرة نحو 20 مجموهة مسلّحة على شمالي الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه إضعاف سلطة السلطة.
يضاف إلى ذلك أنباء مختلفة عن تدهور الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، 88 عاما.
يستعد الأردن لليوم التالي لمحمود عباس في 10 حزيران/ يونيو، لأن الحالة الصحية لمحمود عباس لا تسمح له بالاستمرار في منصبه لفترة طويلة، والولايات المتحدة و"إسرائيل" قلقتان، والسلطة الفلسطينية تدعي أن محمود عباس رفض المكوث في المستشفى في رام الله لإجراء فحوصات، وأن أطباء مختلفين قدموا إليه في المقاطعه في رام الله لإجراء الفحوصات الطبية.
وذكر التقرير أن محمود عباس أجرى أيضا فحوصات طبية سرا في الأردن، قبل زيارته الأخيرة للأمم المتحدة في نيويورك.
في حركة فتح، يعتبر مسؤولان كبيران نفسيهما خلفاء محمود عباس، أحدهما حسين الشيخ، أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والآخر ماجد فرج، رئيس المخابرات الفلسطينية.
ومع ذلك، في المستوى المتوسط للحركة، يريد نشطاء فتح مروان البرغوثي، الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد 5 في سجن إسرائيلي، كبديل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويتصدر البرغوثي استطلاعات الرأي العام الفلسطيني باعتباره المرشح المفضل ليكون الخليفة.
أولئك الذين يعملون على نسف احتمال أن يكون حسين الشيخ خليفة لمحمود عباس، هم رئيس السلطة الفلسطينية نفسه وكبار مسؤولي فتح، جبريل الرجوب ومحمود العالول وماجد فرج.
يخشى الأردن بشدة من احتمال أن تتحول معركة الخلافة العنيفة بين الجماعات المختلفة في الضفة الغربية، إلى حرب أهلية تزعزع استقرار الضفة الشرقية للأردن، وتهدد استمرار حكم الأسرة الهاشمية.
يشعر الأردنيون بالقلق من عدم وجود أفق سياسي بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، ونمو الجماعات المسلحة في الضفة الغربية، وإصرار رئيس السلطة الفلسطينية على عدم إعداد خليفة له أو تعيينه نائباً، وذلك بسبب الثقة المفرطة بالنفس بأنه سيعيش لفترة طويلة، شارك الأردنيون مخاوفهم مع إدارة بايدن، التي استدعت إلى واشنطن الأسبوع الماضي رئيس الشاباك رونان بار للاستماع إلى رأيه المهني في هذا الشأن.
الخوف الأكبر لدى الأردن هو أن الحكومة اليمينية في "إسرائيل" قد تستغل الفوضى الأمنية في مناطق الضفة الغربية، بعد خروج محمود عباس من المسرح السياسي، لتشجيع هجرة الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية إلى أراضي الأردن وإعلان الأردن "فلسطين"، وتقام الدولة الفلسطينية المستقبلية على أراضيه.
في مثل هذا السيناريو، سيفقد الأردن أيضًا مكانته الخاصة كوصي على الأماكن المقدسة في القدس للإسلام والمسيحية، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية السلام بين "إسرائيل" والأردن عام 1994.
وبحسب مصادر في حركة فتح، فقد زادت المخابرات الأردنية من مشاركتها في معركة الخلافة في منظمة التحرير، وتجري مشاورات مع ماجد فرج، رئيس المخابرات الفلسطينية، ومع حسين الشيخ أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبشأن موضوع الخليفة المحتمل لمحمود عباس، يتلقى الملك عبد الله تقارير دورية حول ما يجري في قيادة السلطة الفلسطينية.
أوصى مسؤولون أمنيون أردنيون كبار الملك عبد الله بإعداد خطة طوارئ، في حالة وفاة رئيس السلطة الفلسطينية بشكل مفاجئ، وقيام قوات الأمن في الضفة الغربية بأعمال عنف بين المجموعات المختلفة.
أوصت المخابرات الأردنية الملك عبد الله بالتحرك الآن لزيادة نفوذ الأردن في الضفة الغربية، وتعزيز العلاقات مع جميع كبار مسؤولي فتح، الذين يتنافسون في معركة الخلافة ومع حركة حماس، يريد الأردن الاحتفاظ بكل البيض في سلة واحدة.
الانهيار المحتمل للسلطة الفلسطينية يصبح سيناريو مروعًا للأردن، وهو سيناريو يمكن أن يقوض بشكل كبير استقرار المملكة، وفي الوقت نفسه، يتخذ الملك عبد الله نهجًا شديد الحذر، طالما أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعمل كالمعتاد، ولا يتدخل عمليًا في أي شيء يحدث في الضفة الغربية.
كما يظهر الملك عبد الله الحذر فيما يتعلق بالحكومة اليمينية في "إسرائيل"، فهو يتجنب الدخول في صراعات معها دون داع، ويأخذ في الاعتبار احتمال أنه سيحتاج إلى مساعدتها، في حالة تنحي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فجأة عن المسرح الفلسطيني، وفوضى أمنية تندلع في مناطق الضفة الغربية.
في مثل هذا السيناريو، سيحتاج إلى مساعدة "إسرائيل" لمنع الهجرة الجماعية للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وكذلك للتعاون السياسي مع "إسرائيل" فيما يتعلق بمستقبل الضفة الغربية.
كما أن مصر قلقة للغاية من حالة السلطة الفلسطينية وعواقب انهيارها على استقرار النظام في مصر، وقد أصبحت هذه القضية قضية إقليمية عاجلة يجب معالجتها في ظل الأخبار المتعلقة بالحالة الصحية لمحمود عباس.
محمود عباس نفسه يرفض كل المخاوف والمنشورات المتعلقة بصحته، ويدعي أن هذه أسافين إعلامية وأن صحته جيدة، هذا الأسبوع يزور الصين لمدة 3 أيام.