كيف نظرت اسرائيل لاغتيال زاده ؟؟
بقلم ناصر ناصر
28-11-2020
لم تخفي اسرائيل فرحتها باغتيال العالم الايراني النووي محسن فخري زاده والذي كان هدفاً معلناً وبالإسم لها ولأذرعها الأمنية ، وأشار إليه نتنياهو بالاسم أيضا في مؤتمره الصحفي 2018 الذي أعلن فيه عن السيطرة على ارشيف ايران النووي ، وكادت ان تتبنى الموضوع علناً لولا حسابات الربح والخسارة ، مما يشير بوضوح الى تورط اسرائيلي في عملية الاغتيال بشكل مباشر أو غير مباشر ، وقد يكون من خلال أذرع وأذناب الموساد في المنطقة .
مؤشرات كثيرة لا بد أن تؤخذ بالحسبان وهي تدل بوضوح على تورط امريكي اسرائيلي :
1. مشاركة الرئيس الأمريكي البائد ترامب بتغريدات وأخبار مقتل زاده ، ومنها تغريدة ليوسي ميلمان أحد كبار المحللين الأمنيين في اسرائيل .
2. أعادت القناة 11 في التلفزيون الاسرائيلي بث مقاطع من برنامجها "زمن الحقيقة " ، والذي ظهر فيه العديد من الشخصيات الاسرائيلية ومنهم رئيس الوزراء الأسبق ايهود أولمرت وهو يقول : " لم ولن تكون لمحسن فخري زاده أي حصانة من الاغتيال ، وقد تم بذل جهود كبيرة للوصول إليه ، هم يعلمون أننا قادمون اليه " ، ثم أضاف المراسل العسكري لشبكة كان قائلا : أولمرت أعطى تعليماته في اللحظة الاخيرة لمائير داغان رئيس الموساد حينها لإيقاف عملية اغتيال كانت على وشك التنفيذ ضد العالم الايراني محسن زاده .
3. أما زئيف فركش رئيس الاستخبارات العسكرية السابق فقد أشار الى مدى اصرار محسن زاده على استمرار المشروع النووي الايراني حتى في أحلك الظروف ، رغم أنه كان يعلم ان نشاطاته وتحركاته تحت المجهر .
4. كما أن دانا فايس كبيرة المراسلين للقناة التلفزيونية الاسرائيلية 12 قد ألمحت الى العلاقة بين اجتماع نتنياهو بومبيو وابن سلمان في نيوم بعملية الاغتيال : "توقيت اغتيال رئيس البرنامج النووي في إيران قريب من زيارة وزير الخارجية الأمريكية بومبيو للمنطقة. كما تجدر الإشارة إلى أن جزء مهم من زيارة نتنياهو للسعودية كانت من أجل المسألة النووية الإيرانية والمصالح المشتركة بين إسرائيل والسعودية في هذه المسألة.
كما أن آخر مرة قامت بها إسرائيل بهجوم سيبراني ضد إيران سبقتها زيارة بومبيو للمنطقة."
من جهة أخرى فاسرائيل تخشى من رد ايراني ، خاصة أن الايرانيين وعلى حد تعبير المحلل العسكري للقناة 11 " كانوا تحت ضغط شديد ، وقد اتخذوا إجراءات واستعدادات لضربة امريكية اسرائيلية محتملة ضدهم . وأضاف المراسل أنه لا يشك بأن ايران ستقوم بعملية ردّ .
وفي هذا السياق أشارت المراسلة العسكرية كارميلا منشيه الى "ان اسرائيل في حالة استنفار وكل قياداتها الأمنية تتابع الأمر عن كثب ، فهذا حدث غير بسيط ، بل كبير حتى دولياً ". تجدر الاشارة الى ان صحيفة نيويورك تايمز أشارت الى ان اسرائيل هي من تقف خلف عملية الاغتيال .
هل ستؤثر عملية الاغتيال على مشاريع ايران وتحديدا المشروع النووي ؟
يرى الجنرال الاسرائيلي الأسبق عاموس جلعاد بأن "اغتيال زاده سيعيق تقدم المشروع النووي الايراني حيث كان الرجل مركزيا جدا في هذا الموضوع ، ولكنه لن يوقف هذا المشروع " ، وفي الحقيقة ان السؤال ليس هل بل الى أي مدى سيتأثر المشروع النووي ؟ والأمر متعلق بايران خاصة وهي على أبواب مرحلة بايدن .