غزة وانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الايراني
بقلم/ ناصر ناصر
من الواضح ان انسحاب ترامب من الاتفاق سيترك آثارا كبيرة على السلم والاستقرار في المنطقة والعالم ، فما هي هذه الآثار التي سيتركها على الجبهة الجنوبية أي الحدود مع قطاع غزة ؟ هل سيدفع ذلك اسرائيل كما يتبادر لكل عاقل في الوهلة الاولى لتغيير سياساتها باتجاه التهدئة مع قطاع غزة من أجل التفرغ للتصعيد المحتمل في الجبهات الاخرى ؟ أم سيدفع اسرائيل للمضي في سياسات المراوغة والتسويف المستمرة منذ سنوات ؟ والتي تلقت التشجيع و الدعم الامريكي اللامحدود لها من سياسات ترامب المنحازة تماما لها ، والتي كان آخرها الانسحاب من الاتفاق النووي .
من المرجح ان يحاول الجيش ومعظم الاجهزة الامنية مرة أخرى إقناع المستوى السياسي بضرورة إيجاد طريقة ما للتخفيف عن غزة ، حتى لو أدى ذلك لتجاوز حصار أبو مازن ، وذلك كي يتمكن الجيش من مواجهة المخاطر المتزايدة من التهديد الايراني في الشمال ، وخاصة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي .
وستتناسب مدى قناعة المستوى السياسي اليميني في اسرائيل مع مدى الخطر والتهديد القادم من الشمال . ان السياسة الاقرب للتفكير السائد في اسرائيل ، والذي تمثله حكومة اليمين هو الاستمرار في سياسة المماطلة الحالية وابتداع أساليب جديدة للتملص من متطلبات التخفيف عن غزة ،
وقد تستخدم موقف ترامب الأخير كدليل على صحة مواقفها السابقة ، فترامب معها في كل الأحوال ، وسيسخر من أجلها معظم أو كل اللاعبين في المنطقة . و هكذا يمكن القول ان انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران لن يغير بشكل حقيقي شيئا في الجبهة الجنوبية من ناحية الموقف الاسرائيلي ،
أما مسيرة العودة فقد يزيدها هذا الاعلان إصرارا على المضي قدما كما هو المتوقع ، وما سيحكم معادلة العلاقة بين اسرائيل والشعب الفلسطيني على جبهة غزة هو مدى حجم الإصرار على المضي في طريق المقاومة ، والثمن الذي تدفعه اسرائيل نتيجة لهذه المقاومة .