غزة والنجاح الامني الباهظ
بقلم / ناصر ناصر
لم تقلل التكلفة الباهظة التي دفعتها المقاومة الفلسطينية في غزة من دماء ستة من خيرة أبنائها من حجم النجاح الامني الباهر والذي سيحاول العدو كتمه غيظا وبهتانا ، وذلك على الرغم من الفرق الهائل في الامكانات التكنولوجية والتجسسية بينها وبين أعتى قوة في الشرق الاوسط .
لن يطغى احتفال العدو بالنيل من ثلة متميزة من عقول القسام على حزنه وغيظه من قدرة المقاومة المستمرة على كشف الكثير من مؤامراته وإحباط بعضها الآخر قبل أن تبدأ ،
ومن أبرز الأمثلة على ذلك الكشف الأخير عن خيوط مؤامرة إغتيال الحمدالله ومحاولة إغتيال اللواء أبو نعيم ، واغتيال مازن فقها وغيرها . لقد شكل نجاح إحباط وتدمير منظومة التجسس الصهيونية الخطيرة شاهدا جديدا على مدى الفرق الهائل والبون الشاسع بين الحرب الامنية المقدسة ، التي تقودها المقاومة في قطاع غزة ومدى زيف وفشل التنسيق الأمني المدنس في الضفة . شاهد سيحرك على الأرجح كل مشاهد مبصر ،
أما من تعامى أو عميت بصيرته قبل بصره أو تغلل في أصفاد المصالح الشخصية الضيقة فلا حياة لمن تنادي . إن من المرجح أن تزداد وأن تستعر مكائد العدو بكل أشكالها الأمنية والعسكرية المعلنة منها والسرية وذلك قبيل اقتراب ما أصبح يسمى بالزحف الأكبر في منتصف هذا الشهر والذي يعتبر على نطاق واسع ذروة وليس نهاية لفعاليات مسيرة العودة الكبرى ، وهو الامر الذي تتخبط حكومة اسرائيل في سعيها لإحباطه مستعينة بأفاعيها وكلابها بعدما رأته من فشل جنودها وجنرالاتها .