ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي الأول في السجون بالتعاون مع مركز حضارات
بعنوان: التربية الداخلية لدى أسرى حماس بين الخصوبة والإنتاج
إعداد الباحث: علاء عيسى سلام
ديسمبر 2020
التربية الداخلية لدى أسرى حماس بين الخصوبة والإنتاج
تعتبر التربية العمود الفقري لأي دعوة أو فكرة أو منهج، وهي الأساس الذي يقوم عليه هذا البناء، فإن كان مكيناً وسليماً، نشأ بناءً قوياً وقادراً على مواجهة العواصف والرياح، ويختلف الأسلوب في التربية بحسب الزمان والمكان والظرف والأدوات.
إن الإسلام المعني بالتربية منذ بداية الدعوة، تصاحبت لديه التربية والعمل معاً، فكان إذا أسلم الصحابي بدأ مشواره الدعوي والجهادي، وخلال مسيرته يتلقى التربية من النبي بالقول والتوجيه والعمل، وعلى مر العصور سادت الحركات الإسلامية على منهاج النبي عليه السلام في التربية، ومن نجح في منهج التربية، وطبقها أفرادها، فقد نجح في مشروعه الدعوي، وإقامة دولته.
بعد إسقاط الخلافة الإسلامية، كان لابد من بديل، فنشأت الجماعة الأم "الإخوان المسلمون" بقيادة الإمام المجدد حسن البنا، الذي وضع أركان البيعة، وشكلت التربية أهم ركائزها، ثم انبثقت منها حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي ربت أجيالها على منهاج النبوة، والجماعة الأم.
في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها حماس بالضفة الغربية منذ 13 عاماً من ملاحقة واعتقال من الاحتلال وأعوانه، ومحاربة السلطة الفلسطينية لأي نشاط دعوي أو تربوي، تحولت السجون إلى منحة بدل المحنة، رغم أنها أماكن أرادها الاحتلال كي تكون معاول هدم للحركة، ومدافن للأحياء، فإذا بها أصبحت أسرة تربوية، ومعمل إنتاج وتأهيل للأجيال القادمة، وتبشيرا بعودة الجيل الرباني القائم على المبادئ السامية، والأخلاق الجيدة، كي تصبح السجون مساجد لحلقات القرآن، ومدارس للدعوة، وجامعات علمية، وندوات ودورات تقنية.
مع مرور الزمن، واستمرار تقييم أوضاع السجون الإسرائيلية، باتت ظاهرة التربية داخلها بحاجة ماسة لدراستها بصورة موضوعية من أجل اختيار الأفضل وأنجع لهذا الجيل الذي حرم من التربية المطلوبة بسبب الاحتلال وأعوانه.
تشمل هذه الورقة جملة أفكار تفيد برامج الأسرى التربوية داخل مقار اعتقالهم في سجون الاحتلال، وتركز على طرق التربية من خلال محورين: