عقدت قيادة دولة الاحتلال سلسلة من الجلسات لبحث وتقييم الأوضاع في الجبهة الشمالية الأكثر خطورة، وفي الجبهة الجنوبية الأكثر هشاشة، وقررت اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية ورفع حالة التأهب خاصة أنها تمر بفترة الأعياد الحساسة، والتقديرات العامة في إسرائيل أن مجمل الأحداث على خطورتها في الجبهة الشمالية تحديدا تلعب لصالح إسرائيل.
ففي بالأمس عقد نتنياهو جلسة خاصة مع قادة الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم رئيس هيئة أركان الجيش -ايزنكوت - وكبار ضباط هيئة الأركان ورئيس الموساد الإسرائيلي، وبعد ساعات من ذلك تم عقد جلسة للكابينت السياسي الأمني، وعلى الرغم من عدم صدور بيانات رسمية حول الأمر إلا ان كبار المحللين و المراقبين يعتقدون أنها انشغلت بالأوضاع في غزة وفي سوريا، وعلى الأرجح لم تنشغل بجبهة الضفة الغربية، فهي جبهة مؤمنة من قبل غرفة التنسيق الأمني بين المقاطعة في رام الله والجيش والشاباك.
بالنسبة لإسرائيل فإن الضربة الأمريكية المتوقعة لنظام الأسد تعمل لصالحها بشكل واضح، وهي التي كانت تدعو أمريكا بالأمس القريب بعدم الانسحاب من سوريا؛ لأن ذلك يضر بمصالحها ويسهم في تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، فبرز موضوع الكيماوي والرد عليه كتحدي ليس للخطوط الحمراء الإسرائيلية؛ بل للخطوط الحمراء الـمريكية؛ مما قد يجبر الأمريكان للتراجع عن وعودهم للانسحاب من سوريا.
إذن ربحت إسرائيل مرحليا على الأـقل، والسبب هو الكيماوي.
كيف يمكن أن تخسر؟
اذا أصبحت هدفا لصواريخ الحرب السورية أو المقاومة اللبنانية، وهي احتمالات تبدو بعيدة بعض الشيء؛ بسبب حسابات المصالح، والتي قد تكون خاطئة لأعداء إسرائيل في الجبهة الشمالية، أما بالنسبة للجنوب فإن اشتعال مسيرة العودة هو تهديد غير تقليدي لإسرائيل، طالما حافظت المسيرة على أهدافها وأساليب عملها؛ لذا تحاول إسرائيل إطفائها من خلال رفع وتيرة تصعيدها العسكري لإجبار المقاومة على الرد بقوة.
انطلاقا من الرؤية اإاسرائيلية قصيرة المدى المعنية بإيجاد حلول للمشاكل والتهديدات الآنية والفورية، دون التهديدات متوسطة وبعيدة المدى.
وهكذا تبدو مسيرة العودة أكثر إقلاقا وإرباكا لإسرائيل من مخاطر الجبهة الشمالية التي تؤكد إسرائيل أن مجمل أحداثها تلعب لصالحها .