ذكر وزير الخارجية التركي "مولود أغلو" -الخميس الماضي- أن بلاده تحقق في مزاعم بأن روسيا "سرقت" حبوبًا أوكرانية، مؤكداً أنهم "لن يسمحوا لها بدخول تركيا".
وقال السفير الأوكراني في أنقرة إن التجار الأتراك كانوا من بين مشتري الحبوب التي سرقتها روسيا من أوكرانيا، ودعا السلطات التركية إلى التعاون في ملاحقة واعتقال المسؤولين عن نقل وتجارة الحبوب المسروقة، فيما نفت الحكومة الروسية "سرقة" حبوب أوكرانية.
ونقلت صحيفة "صباح" التركية عن "أوغلو" قوله -في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية البريطانية- "ليز تراس": "نحن نأخذ هذه المزاعم على محمل الجد وحققنا فيها جميعاً، ولقد أخطرنا أوكرانيا على وجه التحديد بنتائج أي تحقيق".
وأضاف "أننا نعارض مصادرة الحبوب والمنتجات الأوكرانية الأخرى من قبل روسيا أو أي دولة أخرى وبيعها -غير المشروع- في السوق العالمية، والحكومة التركية لن تسمح بدخول هذه البضائع إلى البلاد ".
وشدد أغلو أيضًا على الحاجة إلى حل سريع للمشكلة، قائلاً إن تركيا تدعم خطة الأمم المتحدة لإنشاء مركز تحكم في إسطنبول يشرف على الشحن بين الموانئ الأوكرانية و "منطقة آمنة" خارج المياه الإقليمية لأوكرانيا.
وأشار إلى أن هذه المشكلة قد لا تحل قريباً وأن تنفيذ هذه الخطة مازال يواجه عدد من المعوقات الأمنية.
يذكر أن الأمم المتحدة دعت أوكرانيا وروسيا وتركيا إلى إنشاء طرق آمنة لنقل القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، وقد تفاوضت الحكومة التركية -التي تدعم خطة الأمم المتحدة- مع موسكو وتقول إن الاتفاق النهائي لم يتم التوصل إليه بعد.
في السياق، قالت وزيرة الخارجية البريطانية "ليز تراس" إن بلادها تعمل مع تركيا لحل مشكلة تصدير الحبوب الأوكرانية، مشددة على دور تركيا المهم، وقالت إنه إذا لم يتم حل هذه المشكلة قريبًا، فسيكون لها تأثير كارثي على أزمة الغذاء العالمية.
وأضافت "من الواضح أنه يجب ضمان أمن الموانئ والممرات الملاحية التجارية في أوكرانيا، والمملكة المتحدة على استعداد لتقديم مساعدة الخبراء في هذا المجال، ولكن النقل الآمن للحبوب الأوكرانية يتطلب إجراءات دولية منسقة".
وفي جزء آخر من خطابها، اتهمت وزيرة الخارجية البريطاني روسيا بـ "استغلال الجوع كأسلوب قاسي للحرب"، فيما تنفي روسيا أي مسؤولية عن أزمة الغذاء وتلقي باللوم على العقوبات الغربية.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارتا الدفاع التركية والروسية -الأربعاء الماضي- أن البلدين اتفقا على التفاوض بشأن سبل نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وقالت وزارة الدفاع التركية إن المحادثات المطولة كانت "بناءة وإيجابية".
وبعد ساعات من انتشار الخبر، غادرت سفينة شحن تركية تدعى "آزوف كونكورد" ميناء ماريوبول، وتعد هذه هي أول سفينة أجنبية تغادر "ماريوبول" منذ الغزو العسكري الروسي في 26 مارس.
وأفادت مصادر تركية بأن موسكو طالبت برفع العقوبات الغربية عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية مقابل فتح ممرات ملاحية إلى الموانئ الأوكرانية.
ولدى سؤاله عن تصريحات وزير الخارجية التركي، كرر المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف" أن روسيا لم تسرق الحبوب الأوكرانية.
ويُشار إلى أن روسيا وأوكرانيا توفران معًا حوالي ثلث الحبوب في العالم، بينما توقفت صادرات زيت القمح وزيت عباد الشمس من البلاد منذ بدء الهجوم العسكري الروسي بسبب حصار الموانئ الأوكرانية على طول البحر الأسود.