آساف روزنتسفيغ
تضغط على الأمريكيين؟
بدأت إيران تخصيب اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي المتطورة الجديدة التي تم تركيبها في منشأة جديدة تحت الأرض في نطنز.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء، أمس (الاثنين)، أنها كشفت تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى بدء تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
ووفقاً للتقرير، تم مؤخراً تفعيل واحد من ثلاثة أجهزة طرد مركزي متطورة من نوع IR-6 تم تركيبها مؤخراً بهدف تخصيب اليورانيوم.
في الوقت الحالي هو مجرد تخصيب منخفض لليورانيوم، ولكن ما يميز أجهزة الطرد المركزي الجديدة هو قدرتها على تحويل مستوى تخصيب اليورانيوم بسهولة نسبية إلى معدلات 20٪ و 60٪.
وجاء في التقرير أنه "في 28 آب/أغسطس، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت في ضخ اليورانيوم بمعدل 2٪ باتجاه أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيبه بمعدل 5٪".
في المرحلة الأولى، تتعلق بالتخصيب في جهاز طرد مركزي واحد فقط من بين الأجهزة الثلاثة المثبتة في المنشأة الجديدة، التي تم بناؤها بهدف توفير حماية أفضل لعملية تخصيب اليورانيوم، ولم يتم بعد تفعيل جهاز طرد مركزي آخر، والجهاز الثالث بدأ يمر بعملية "التخميل" وهي عملية ضرورية قبل البدء في عملية تخصيب اليورانيوم في الآلة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إيران بتخصيب اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي المتطورة من نوع IR-6، وخلال العام الماضي قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪ في المجمع العلوي لمنشأة نطنز النووية.
قد يكون تفعيل أجهزة الطرد المركزي الجديدة في المنشأة الجديدة إشارة إلى ترقية البرنامج النووي الإيراني.
يأتي التقدم في البرنامج النووي في نفس الوقت الذي تتوج فيه المحادثات النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران، ولا يزال الغرب ينتظر الرد الإيراني على الرد الأمريكي على التعديلات التي أدخلت على مسودة مشروع القرار الأوروبي للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
الآن، تبرز إمكانية أن تكون الخطوة الإيرانية الجديدة في البرنامج النووي بمثابة رافعة ضغط على الأمريكيين للموافقة على شروط الإيرانيين للعودة إلى الاتفاق، وفي الواقع لإبلاغهم بحقيقة أن إيران تواصل العمل دون اتفاق نووي ساري المفعول.
في سياق تفعيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ومحادثات العودة إلى الاتفاقية النووية - من المهم الإشارة إلى أنه في الاتفاقية الأصلية يمكن لإيران فقط تخصيب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي من نوع IR-1 الأقدم.
انتشرت في الأيام الأخيرة العديد من التقارير حول الشروط الجديدة للعودة إلى الاتفاق النووي، ومن بين أمور أخرى، يُزعم أن إيران ستكون مطالبة بالتخلص من كل اليورانيوم الذي خصبته في السنوات الأخيرة بنسب 20٪ و 60٪ لكن لا يوجد حتى الآن موافقة رسمية على ذلك.
هناك قضية أخرى قد تهدد إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي، أو على الأقل تأخير تنفيذ الاتفاقية المتجددة، وهي تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن بقايا اليورانيوم المشتبه بها الموجودة في منشآت نووية غير معلنة في إيران.
إيران ترفض تقديم أجوبة مرضية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأدى الموضوع إلى تصعيد العلاقات بين طهران والوكالة في حزيران (يونيو) الماضي.
وتوضح الوكالة أنها لن توقف التحقيقات بسبب ما تسميه "الإملاءات السياسية"، ولكن وكان الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" أعلن أمس أنه "لا جدوى من مناقشة العودة إلى الاتفاق النووي دون إغلاق التحقيقات".