كشفت مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" الإخباري، أن الحوثيين في اليمن وافقوا على إطلاق سراح سجناء يمنيين وآخرين مقابل إطلاق سراح سجناء يمنيين من قبل السعودية، وأسرى من حماس معتقلين في السعودية على رأسهم محمد الخضري منسق حماس السابق في السعودية والرئيس السابق لمجلس شورى حماس.
وكشف مصدر حوثي لموقع "نداء بوست" على الإنترنت أن المفاوضات بشأن هذه القضية جرت بعد اعتقال نشطاء وقادة حماس في السعودية عام 2019 ومؤخراً.
ويضيف المصدر: تمكنت إيران من خلال مفاوضاتها المباشرة مع الجانب السعودي ومع الحوثيين من الوصول إلى هذا الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرًا بعيدًا عن وسائل الإعلام، وظلت تحت غطاء من السرية، ولم يعرف عنه سوى القليل.
وأوضح المصدر أن عملية الإفراج عن المعتقلين والسجناء ستتم على مراحل بهدوء وبدون ضجيج إعلامي، حتى لا تضر بالصفقة كما حدث في السابق.
ويزعم المصدر أن إيران قامت بعمل عظيم، وهذا يدل على مدى اهتمام التحالف وحلفائها حماس، وهذا مخالف لما روجت له وسائل الإعلام الإسرائيلية والمعارضة الإيرانية مؤخرًا على موضوع خلافات شديدة بين الحركة وإيران.
وفي وقت سابق، أعربت جماعة الحوثي اليمنية عن استعدادها لإطلاق سراح 5 سعوديين -بينهم طيار- مقابل إطلاق سراح أعضاء في حركة "حماس" الفلسطينية اعتقلتهم المملكة، وجاء ذلك في خطاب متلفز ألقاه زعيم الجماعة "عبد الملك الحوثي" نقله المتحدث باسم الجماعة على قناة المسيرة، في الذكرى الخامسة لدخول قوات التحالف العربي حيز العمل في اليمن.
وقال الحوثي: "نعلن استعدادنا لإطلاق سراح أحد الطيارين السعوديين وأربعة ضباط وجنود من النظام السعودي مقابل إطلاق سراح عناصر حماس المعتقلين بشكل غير قانوني في السعودية".
وأضاف: "نؤكد رغبتنا الكاملة في استكمال عملية تبادل الأسرى التي طالما رفضتها السعودية"، والسعوديون أسرى لميليشيا الحوثي -أسرى في فترات سابقة- فيما لا يعرف العدد الإجمالي للسجناء السعوديين لدى الجماعة
ولم يصدر رد فوري من الجانب السعودي أو من حركة "حماس" على هذا الموضوع.
وأعلنت حماس -في فترات سابقة- أن الرياض تلاحق عددًا من عناصرها بتهمة "الانتماء إلى تنظيم "إرهابي" وجمع الأموال".
وفي مارس الماضي، أكد مسؤول في جماعة الحوثي اليمنية أنهم توصلوا إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى مع التحالف الذي تقوده السعودية، بينهم 16 سعوديًا وشقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأضاف عبد القادر المرتضى رئيس اللجنة الوطنية للسجناء التابعة للحوثيين، أن الصفقة التي ترعاها الأمم المتحدة شملت 1400 سجين حوثي مقابل 823 سجينًا من التحالف، بينهم ثلاثة من السودانيين ووزير الدفاع اليمني السابق محمود الصبيحي.
يذكر أنه منذ سبتمبر 2014، يشهد اليمن حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية، والحوثيين، الذين يسيطرون على المحافظات، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وبحسب الرياض، نُقل في مايو الماضي 163 أسيرا من ميليشيا الحوثي، اعتقلوا في السعودية، إلى مطار عدن الدولي، بينهم 9 جنسيات قاتلوا في صفوف الميليشيات المدعومة من إيران.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، أعلن في أبريل الماضي أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستطلق سراح 163 أسيرًا حوثيًا شاركوا في الأعمال العدائية ضد السعودية، كمبادرة إنسانية امتدادًا لمبادرات إنسانية سابقة".
ورفضت مليشيا الحوثي قبولهم بحجة أنه لا علاقة لها بالمحررين.
تفاقم العنف في الأشهر الأخيرة من هذا الصراع -الذي أودى بحياة عشرات الآلاف- معظمهم من المدنيين، وترك الملايين عرضة لخطر المجاعة والأمراض.
بحلول نهاية عام 2021، قتلت الحرب 377 ألف يمني وكلفت اقتصاد البلاد خسائر بقيمة 126 مليار دولار، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، وأصبح معظم السكان البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات، في واحدة من أخطرالأزمات الإنسانية في البلاد من أي وقت مضى.
وخلال أكتوبر 2020، تبادلت الحكومة والحوثيين على مدار يومين 1056 أسيراً بينهم 15 سعودياً و 4 سودانيين، وهو أكبر تبادل للأسرى بينهما منذ بداية الحرب.
وقدم الجانبان -في المشاورات التي أجريت في السويد عام 2018- قوائم بأكثر من 15 ألف سجين ومعتقل ومختطف، حيث لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الأسرى بينهم.