الضم .. التنسيق الأمني .. والمسار الوطني
بقلم الباحث: ناصر ناصر
4-8-2020
ان صح ما كتبته نوعا لانداو وجاكي خوري في هآرتس 2-8 من أن السلطة الفلسطينية ستعود الى التنسيق الأمني في حالة لم تطبق حكومة الاحتلال مشروعها لضم أجزاء من الضفة الغربية حتى نهاية سبتمبر القادم ،شريطة أن لا يعلن نتنياهو مرة أخرى دعمه ( العلني ) لعملية الضم ، ان صح هذا فهي مؤشرات غير مشجعة لتحرك المسار الوطني ( غير المنطلق بوضوح حتى الآن ) لمواجهة الضم ، كما يضع المزيد من الشكوك حول مدى نية السلطة وفتح إعادة النظر في مشروع السلطة الفلسطينية القائم في الآونة الأخيرة على استمرار العلاقة الأمنية الوثيقة مع الاحتلال .
وهكذا تبدو العلاقة وثيقة بين مخاطر الضم والتنسيق الأمني مع الاحتلال والمسار الوطني ، ويبدو ان ذلك من طبيعة الأمور ، فكلما زادت مخاطر الضم ، زاد ادراك السلطة لمدى أهمية " أن تأوي" الى شعبها ومقاومته الباسلة ، وكلما تراجع ذلك واستمر الوضع القائم على الاحتلال والضم الفعلي دونما إعلان أو ما يمكن تسميته بالابرتايد الزاحف ، عادت السلطة للتلويح للعودة للتنسيق الأمني مع الاحتلال وبالابتعاد عن "المسار الوطني "
من الواضح ان هذا وضع لا يرضى به حر ووطني وشريف ، وخاصة في جانب السلطة وفتح ، ويجب العمل على تغييره بالأساليب الوطنية والحضارية .
فالمسار الوطني يجب ان يستمر ويتعزز الى ان يصل مشارف المصالحة الوطنية ، ولو كان على حساب المقدسات الموهومة كالتنسيق الأمني مع الاحتلال .
من المناسب الاشارة الى أن ما جاء في تقرير نوعا لانداو وجاكي خوري في هآرتس واعتمادا على ما وصل اليهما من " تقدير موقف " حول موضوع السلطة الفلسطينية تم تقديمه للرئيس محمود عباس في الآونة الأخيرة ، وتضمن سيناريوهات متعددة تشترك في تقدير واحد هو أنه ان كان نتنياهو وبدعم الادارة الأمريكية ما زال مصرا على تطبيق خطة الضم فإن الأمر سيتم بين منتصف آب حتى منتصف سبتمبر ، وإلا فان تقديرات السلطة الفلسطينية أنه كلما اقترب موعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والانتخابات للرئاسة الأمريكية بداية نوفمبر، فستتراجع بصورة كبيرة احتمالية الاعلان عن الضم .
ومن الجدير ذكره أن هذه المواعيد تتوافق مع تقديرات الكاتب السابقة حول مواعيد الضم.
للاطلاع على دراسة حول الضم نشرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات للباحث عبد الناصر عيسى بعنوان الضم الاسرائيلي لاجزاء من الضفة الغربية؛ الدوافع والسيناريوهات والتداعيات: