بقلم ثامر سباعنة
الخوف هذا المصطلح الذي يُشير إلى شعور قاس يعيشه الإنسان، والخوف الذي ذكر في القرآن الكريم عدة مرات وفي مواقع متعددة.
وصناعة الخوف هي صناعة يتقنها الظلمة من الحكام الذين يسعون لتحويل هذا الخوف إلى سلاح لتطويع الشعوب، وترويض الإنسان، وقد مارستها الأنظمة القمعية منذ القدم، ونوّعت الأدوات المستخدمة لصناعة وزرع الخوف في الشعوب والمجتمعات.
صناعة الخوف ... صناعة لجأت إليها الدول العظمى لتطويع بقية الأمم والشعوب واستعبادها حتى غدت الشعوب والأمم جزء من منظومة هذه الدول العظمى.
صناعه الخوف ... هندسة بشرية تهدف لتفكيك قيم المجتمع وتحطيم الإنسان والسيطرة على عقول وقلوب البشر من خلال كمية الخوف والرعب المزروع فيهم .
صناعة الخوف ... إعادة لبرمجة عقول الناس لتتراجع عن مبادئها وأفكارها وقناعاتها، ولتحويل الولاءات، بل وتجريد الناس من عقيدتهم، بل و تحويلهم إلى عملاء وجواسيس لأعدائهم.
صناعه الخوف ... تتعدد أنواع وأشكال الخوف، خوف من الجوع أو المرض أو التعذيب أو البطش أو الرزق أو غيره من أشكال الخوف الذي يسعى إلى تدمير الضحية وتدمير إحساس الضحية بذاته وإنسانيته، مع وعيه بكل ما يحدث لكيانه من تحطيم جسدي ونفسي، سعيٌ لتمزيق عقل الإنسان وتفتيته إلى شظايا لإعادة تركيبه وتشكيله بأشكال جديدة وفق رغبة الطواغيث
صناعة الخوف ... ميكانيكياً يتعمد فيها الطواغيث لإشاعة أقصى درجات الخوف ليتحول الإنسان إلى ممثل قابل للخوف وراضٍ بالظلم بهدف النجاة والهروب من العقوبة.
صناعة الخوف ... أدوات استخدمها العالم المتحضر تحت مسميات أخرى "كفرض الديموقراطية" أو "الرأسمالية" أو "العولمة "وغيرها من المصطلحات التي سعت الأنظمة المتحضرة لفرضها على الشعوب من خلال صناعة الخوف، سواء من الإرهاب أو الفقر أو حتى استغلال الكوارث الطبيعية لفرض واقع جديد على الشعوب والأمم المنوي استعبادها .
صناعة الخوف ... عبارة عن الثمن الباهظ الذي فرضه الطواغيث كعبء للحرية، ليتردد الإنسان ألف مرة قبل التفكير بحريته أو أن يسعى لهذه الحرية.
صناعة الخوف ... تجد الشعوب المقهورة والتي مورس عليها الظلم والتعذيب والخوف قد باتت مطواعة للطواغيث بل تجد بعضها يتفنن في إظهار أشكال الطاعة، بل العبودية للطواغيث، بل منهم من يُأله المستبد حتى وإن لم يطلب منه ذلك فقد تحول هذا الإنسان المجبول بالخوف أداة من أدوات المستبد.
صناعة الخوف ... هي أيضا يخشاها المستبد الظالم الطاغوت فالخوف يسكن بداخله من اللحظة التي سيستيقظ فيها الآخرون وبالتالي القضاء عليه وعلى ظلمه .
قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" البقرة ١٥٥