نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا أن جيش الاحتلال جهز مضخات لإغراق أنفاق غزة بماء البحر وأنه خلال أسابيع ستكون امتلأت بالماء.
هذه الصحيفة مقربة من دولة الاحتلال والتقرير أقرب للحرب النفسية منه للحقيقة.
فمكان المضخات المذكورة في أقصى شمال غزة في المنطقة التي سيطر عليها الاحتلال منذ اليوم الأول للحرب والبعيدة عن مناطق الأنفاق.
وهنالك معيقات كثيرة تجعل إغراق الأنفاق خطة فاشلة منها:
1- كيف ستضخ المياه لأسابيع متواصلة في مناطق تشهد قتالًا شرسًا؟ ألن تكون هدفًا سهلًا للمقاومة؟
2- قد تغرق أجزاءً من نفق ما لكن عندما تكون شبكة أنفاق طولها مئات الكيلومترات بإمكان المقاومة إغلاق النفق الممتلئ بالماء كي لا يتسرب للمناطق الأخرى، خصوصًا أنها أنفاق من اسمنت مسلح وليست من رمال.
3- الاحتلال لا يعرف عن الأنفاق إلا الشيء البسيط جدًا: مناطق انتشارها وأعماقها وطريقة بنائها فكيف سيخطط لإغراق شيء لا يعرفه؟ وقد جرب قصفها بأعنف الصواريخ الخارقة للتحصينات فلم ينجح وفشل فشلاً ذريعاً.
4- على فرض استطاع إغراق الأنفاق فهذا سيعرض حياة الأسرى الصهاينة للخطر.
المسألة ليست بالسهولة التي يوحي بها التقرير ولا تشبه إغراق النظام المصري لأنفاق رفح، فتلك أنفاق تجارية بسيطة ولا تصل لعمق أو متانة تحصين أنفاق المقاومة، كما أن النظام قام بهدم رفح المصرية بالكامل ليقوم بمهمة الإغراق دون ازعاج أو مقاومة.
وأخيرًا أذكركم في بداية الحرب تكلموا عن استخدام غاز الأعصاب في الأنفاق ولم يستخدموه ويثرثرون كثيرًا سنفعل وسنفعل، وكما قال مسؤول صهيوني لصحيفة فايننشال تايمز أن دولة الاحتلال تلقت من أمريكا في السنوات الماضية مساعدات بـ 320 مليون دولار أنفقت على "تقنيات مكافحة الأنفاق" لكنها لم تغير شيئاً على الأرض مطلقًا.. وما نراه الآن من شراسة المقاومة للقوات الغازية المتوغلة خير دليل.
""فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون""