لواء مشاة إسرائيلي، تأسس عام 1948، يتبع للفرقة 36، ويرتبط بالقيادة الشمالية، وهو اللواء الأول والوحيد الذي بقي مستمرا في عمله منذ تأسيس الجيش الإسرائيلي، شارك في نكبة 1948 وارتكب مجازر فيها كما شارك في جميع الحروب العسكرية التي شنتها إسرائيل على الدول العربية وعلى الفلسطينيين.
شارك اللواء أيضا في الحروب التي شنها الجيش الإسرائيلي على غزة، آخرها حرب "السيوف الحديدية" في 2023، التي انسحب منها اللواء مهزوما بعد 60 يوما من القتال، مُني فيها بخسائر كبيرة.
ينسب اللواء إلى هضبة الجولان السورية، ومنها اكتسب اسمه "جولاني"، لأن مهمته الرئيسية كانت التمركز على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة.
يتكون شعار جولاني من شجرة بجذور ممتدة مع خلفية صفراء، في إشارة إلى ما يريده مؤسسوه من امتداد وارتباط بالأرض، لأن الجنود الأوائل في اللواء كانوا من المهاجرين المزارعين.
أما الشجرة فهي شجرة زيتون وفقا لما قاله المقدم يوم توف حزان، إذ أوضح أن سبب اختيار شجرة الزيتون شعارا للواء كان بعد العودة من أم الرشراش عام 1949 إلى الجليل، واختيرت شجرة الزيتون لامتداد جذورها بالتربة واخضرار أوراقها طوال العام، ويرمز اللون الأخضر إلى تلال الجليل الخضراء، أما الأصفر فيرمز إلى صحراء النقب التي خاض فيها اللواء معارك في حرب 1948.
وفق ما كتب على موقع الجيش الإسرائيلي بالنسخة العبرية فإن اللواء ينقسم إلى 4 كتائب، وهي:
تأسست عام 1947 وكانت تعمل تحت قيادة اللواء الخامس، الاسم السابق للواء غفعاتي، وبعد حل لواء غفعاتي عام 1957 انضمت الكتيبة إلى لواء جولاني وأصبح رقمها 51.
وقد أرسل الجيش الإسرائيلي كتيبة "هبوكيم هراشون" -وهو اسم يعني "الفوج الأول لسلاح البندقية"، لصد تقدم الجيش المصري في النقب عام 1948، فاستطاعت اختراق دفاعات القوات المصرية.
شعار الكتيبة شجرة لواء جولاني وفي منتصفها سيف ذو حدين في إشارة إلى "الروح القتالية" للكتيبة.
وهي كتيبة رقم 12 تأسست يوم 22 فبراير/شباط 1984، وتحمل اسم باراك، وهو اسم عبري يعني "برق"، وسميت الكتيبة على اسم باراك بن أبينوعم، وهو قائد ورد اسمه في الكتاب المقدس في سفر القضاة، ينسب إليه تخليص بني إسرائيل من حكم ملك الكنعانين، وذلك بانتصاره على سيسرا قائد الجيش في إحدى مناطق فلسطين، وقد شاركت الكتيبة في جميع معارك اللواء منذ عام 1948.
وهي كتيبة رقم 13 تأسست يوم 22 فبراير/شباط 1948، وسميت على اسم أحد قضاة بني إسرائيل المذكورين في سفر القضاء وفي سفر صموئيل الأول، وهو القاضي جدعون الذي ينسبون إليه قيادة الجيش والدفاع عنهم وتخليصهم من ملكي المديانيين، وزبح وصلمناع، وشاركت الكتيبة في عدد من المعارك منذ النكبة.
وهي كتيبة رقم 631، ولم تحظ في لواء جولاني باسم خاص بها، وقد تأسست عام 2001 وشاركت منذ ذلك الحين في جميع معارك اللواء. ويشترط في من يريد الالتحاق بها الخضوع لمجموعة اختبارات وتقييمات جسدية وعقلية عالية وصعبة، بهدف اختيار الجنود الأكثر لياقة وذكاء، أما مهام هذه الكتيبة فهي طي الكتمان والسرية.
كما يخضع جنود الكتيبة إلى دورة تدريبية مدتها سنة وشهران، 4 أشهر من التدريب المبتدئ، و3 من التدريب المتقدم في قاعدة جولاني الجوية، و7 أشهر من التدريب الخاص في قاعدة تدريب منطقة النار 100، ويشمل تدريبات متقدمة مثل: الطيران، والملاحة، والقفز المظلي، والاستطلاع وغيرها.
ارتدى جنود اللواء أول قبعة كبقية أفراد الجيش عام 1948، كان تصميمها مثل قبعة الجبهة، وهي مستوحاة من قبعة الفيلق الفرنسي، وكانت هذه القبعات هدية من صانع قبعات يهودي أميركي، كُتب عليها من الداخل "هدية من صانعي القبعات اليهود في أميركا". وقد استُخدمت هذه القبعات نحو عامين قبل أن تتغير جميع قبعات الجيش إلى اللون الزيتوني أو الزيتي.
بعد نكسة حزيران 1967 زادت رغبة قيادة اللواء وجنوده بتخصيص قبعة أو علامة تميزه عن غيره، فتغير زيه الرسمي من الزيتي إلى الزي المرقط، وبقي جنود لواء جولاني يطالبون بقبعة مميزة عن بقية ألوية الجيش إلى أن تمت الموافقة على طلبهم في مارس/آذار 1976، واختير اللون البني لقبعة اللواء، وارتداها جنوده في حفل خاص لتوزيعها في مطلع أبريل/نيسان 1976.
كما يرتدي جنود اللواء أحذية سوداء، ويحملون شارة مربعة بها شعار الوحدة، وهو شجرة زيتون خضراء بخلفية صفراء.
تأسس اللواء يوم 22 فبراير/شباط 1948، على يد ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، وجاء تأسيسه بعد انقسام لواء ليفانوني الذي كان يقاتل على الحدود اللبنانية إلى لواءين: الأول لواء جولاني والثاني لواء كرملي. وتمركز اللواء في أودية وتلال الجليل، وضم جنودا من الهاغاناه وسكان المستوطنات ومجندين من أنحاء إسرائيل.
شارك فور تأسيسه في حرب 1948 وحاول صد الجيوش القادمة من سوريا ولبنان والأردن والعراق، ومن أهم العمليات العسكرية التي اشترك فيها في تلك الحرب:
وهو هجوم عسكري شنته إسرائيل بـ4 ألوية هي "شفيع وكرملي وجولاني وعوديد" يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 1948، بعد وقف إطلاق النار بهدف احتلال آخر منطقة عسكرية للمقاومة، التي كانت تمتد من الجليل إلى حدود لبنان.
واستطاعت القوات الإسرائيلية إنهاء العملية في 3 أيام واحتلال الجليل الأعلى كاملا وتشريد السكان، وخلال الأسابيع التالية تعمدت طرد السكان وتشريدهم بحجة تطهير الحدود، فلم يبق في تلك المناطق إلا عدد قليل من السكان.
وأدت هذه العملية إلى استشهاد عدد كبير من المقاومين وأسر مئات آخرين، وفق ما ورد في صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن رئيس الأركان السابق للهاغاناه يسرائيل غاليلي، إذ صرّح بأن "أعمال قتل جماعية" ارتكبت في سعسع.
وحدثت مجازر وعمليات تشريد وتهجير كبرى للسكان من القرى في تلك المنطقة وفق ما ورد في تقرير الأمم المتحدة، كما جاء في التقرير إثبات عمليات النهب والسرقة المنظمة، التي استخدمت فيها الشاحنات.
وهي مجزرة حدثت يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 1948 حين دخل جنود لواء جولاني القرية فوجدوا أهلها متحصنين في الكنيسة رافعين الأعلام البيضاء، فاقتادوهم خارج الكنيسة ونفذوا عملية إعدام ميداني في 14 رجلا وطردوا أهالي القرية إلى لبنان.
وأثناء تهجير الأهالي عند وصولهم إلى مفرق كفر عنان أطلق عليهم الجيش النار وقتل رجلا وجرح آخرين واعتقل رجالا منهم، كما بقيت مدرعات الجيش الإسرائيلي تطارد المهجرين إلى أن وصلوا إلى الحدود اللبنانية.
وبعد عدة أيام على المجزرة الأولى ارتكب لواء جولاني مجزرة أخرى في القرية، فقد اقتاد الجنود الإسرائيليون 19 شابا من عشيرة المواسي إلى مركز القيادة وأعدموا 14 منهم.
وهما عمليتان عسكريتان نفذهما الجيش الإسرائيلي في شمال غرب النقب وغزة ضد الجيش المصري، في ديسمبر/كانون الأول 1948، بهدف احتلال كل المناطق التي يسيطر عليها الجيش المصري، وشارك في العملية مجموعة من الألوية والكتائب، منها كتيبة جدعون من لواء جولاني، وأدت العملية الأولى إلى احتلال منطقة النقب وتراجع دفاعات الجيش المصري، واحتل لواء جدعون موقع 86 شرق خان يونس. وانتهت العملية يوم الثامن من يناير/كانون الثاني بدعوة من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في النقب.
امتدت مشاركات لواء جولاني في المعارك الإسرائيلية ضد الجيوش العربية في الفترة ما بين النكبة والنكسة، ففي عام 1951 شارك اللواء في سلسلة عمليات ضد الجيش السوري في منطقة طبريا، وخسر 40 مقاتلا وأصيب 72 آخرون وفقا لتصريحات الجيش الإسرائيلي.
كما شارك اللواء في العدوان الثلاثي على مصر وأوكلت له مهمة السيطرة على رفح والقرى المحيطة بها عام 1955.
أوكلت للواء مهمة القتال على الحدود السورية والأردنية، وخاض قتالا عنيفا ضد الجيوش العربية هناك، وخاض اللواء عدة عمليات من أهمها:
وهو موقع عسكري سوري في الجولان، حاولت قوات الاحتلال السيطرة عليه عدة مرات خلال الفترة الممتدة من النكبة إلى ما قبل عام 1967 لكنها فشلت، فقد كانت القوات السورية تحكم سيطرتها على أعلى التل، في حين كانت القوات الإسرائيلية تسيطر على المناطق أسفله.
وشهد التل معركة عنيفة يوم التاسع من يونيو/حزيران 1967، استطاع خلالها لواء جولاني اختراق الدفاعات السورية من الجهة الخلفية للتل مع غطاء مدفعي كثيف، مما دى إلى سقوط التل بأيدي اللواء واستشهاد أكثر من 50 جنديا سوريا واعتقال 20 آخرين منهم قائد التل ونائبه. تبع ذلك سقوط الجولان كاملا بيد قوات الاحتلال في اليوم ذاته.
وفي الأيام الأولى من حرب 1973 تمكن اللواء من إعادة احتلال جبل الشيخ والمرتفعات المحيطة به من القوات السورية، إلا أنه تكبد خسائر بشرية كبيرة.
في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 كان لواء جولاني يشكل رأس الحربة في القوات الإسرائيلية التي احتلت جنوب لبنان، خصوصا في معركة قلعة الشقيف في عدة أيام ووصلت إلى مشارف بيروت.
شارك اللواء في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وتكبد خسائر فادحة خلال المعارك التي خاضها مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، حيث قتل عدد من منتسبيه في حين فر عدد آخر منهم، في واقعة لا تتناسب مع ما نسج من صورة حول شجاعة جنوده وإصرارهم على النصر.
ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان تم تكليف اللواء بالمشاركة في حراسة الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. ويخدم جنود اللواء في شمال الضفة الغربية، خصوصا جنين وطولكرم.
شارك لواء جولاني بالمرحلة الثانية من الحرب التي تسميها المقاومة "معركة الفرقان" وتسميها إسرائيل "عملية الرصاص المصبوب".
فكان أحد الأولية التي شاركت في مرحلة الاجتياح البري إلى جانب لواء غفعاتي والمظليين واللواء المدرع وغيرها من الفرق الأخرى.
شارك لواء جولاني في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في صيف 2014، وهي الحرب التي سمتها المقاومة "العصف المأكول" وسمتها إسرائيل "الجرف الصامد".
وتركزت مشاركة اللواء في المرحلة الثانية التي تلت القصف الجوي، وهي مرحلة الاجتياح البري، إذ كان اللواء من ضمن الفرقة المدرعة رقم 36 التي بدأت الاجتياح البري ليلة 17 يوليو/تموز 2014.
وبرز اسم اللواء في معركة الشجاعية، التي حدثت في حي الشجاعية الذي تعدّه إسرائيل معقلا لحماس.
وبدأت أحداث المعركة حين خططت وحدات من الجيش الإسرائيلي لإرسال جنود مشاة بحثا عن الأنفاق في حي الشجاعية ليلة 19 يوليو/تموز، وفي محاولة لإلهاء المقاومين ناورت وحدات أخرى من الجيش على طول خط السياج حتى تتمكن وحدة المشاة من الدخول إلى الحي، لكن بمجرد عبور وحدات لواء جولاني خط السياج فوجئوا بإطلاق نار كثيف أدى إلى مقتل 7 جنود على الأقل وإصابة قائد اللواء غسان عليان وقادة آخرين.
ومع نهاية المعركة يوم 20 يوليو/تموز كان مجموع القذائف التي أُلقيت على الحي 7 آلاف قذيفة مدفعية شديدة الانفجار ألقتها 11 كتيبة مدفعية إسرائيلية، بالإضافة إلى 100 قنبلة تزن كل منها 900 كيلوغرام ألقاها سلاح الجو الإسرائيلي.
وأدى ذلك إلى سقوط ما لا يقل عن 65 شهيدا، وإصابة 288 آخرين، ومقتل 13 جنديا إسرائيليا. بالإضافة إلى أسر جندي من لواء جولاني يدعى شاؤول آرون على مشارف حي الشجاعية، الذي أعلن أبو عبيدة بتسجيل مصور عن اعتقاله بعد انتهاء المعركة يوم 20 يوليو/تموز واضعا قيادة الاحتلال بموقف محرج حين تحداهم بقوله "إذا استطاعت قيادة العدو أن تكذب في أعداد القتلى والجرحى، فعليها أن تُجيب جمهورها عن مصير هذا الجندي الآن"، مما اضطر الحكومة الإسرائيلية إلى الإعلان عن اختفاء شاؤول يوم 22 يوليو/تموز، ولا يزال جندي لواء جولاني أسيرا لدى القسام منذ 2014.
شارك لواء جولاني في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في اليوم نفسه على مستوطنات غلاف غزة.
وجاءت مشاركة اللواء بعد بدء الحرب بـ15 يوما، بهدف مساندة ألوية الجيش المشاركة في الاقتحام البري. وكان من الألوية التي تقدمت المعركة البرية، وتحمل الصدمات الأولى والرئيسية وتكبد الخسائر الكبيرة.
وقد جاء في تصريحات قادة اللواء أن مشاركتهم في الحرب على غزة، لأن لهم ثأرا مع حي الشجاعية وأن عودتهم كانت بهدف القضاء على هذا الحي، في إشارة إلى الخسارات الكبيرة التي لحقتهم في حرب 2014.
غير أن اللواء طوال فترة المعركة كان يعلن عن خسارة ضباط وجنود من جيوشه، من أهمها إعلان قائده أن لواءه تلقى "ضربة مؤلمة" في حي الشجاعية، وذلك حين استطاعت كتائب عز الدين القسام قتل 10 من جنوده معظمهم من الضباط في كمين.
وقد صرح جنرال الاحتياط يوسي فار من فيلق 51 جولاني تعقيبا على ما يحدث مع اللواء على أرض غزة بقوله "من العار أن تكون أيدي مقاتلينا مكبلة.. إنهم في الحقيقة لا يحاربون".
وأدت الخسارات المتلاحقة التي مني بها اللواء في قطاع غزة خلال الأيام الـ60 التي شارك فيها بالحرب إلى إعلان انسحابه يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشف قائد لواء جولاني الأسبق موشيه كابلنسكي أن اللواء خسر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ربع قواته بين قتيل وجريح، إذ قتل 82 ضابطا وجنديا خلال العدوان على غزة.
في مايو/أيار 2011 سلط تقرير مصور للغارديان الضوء على جرائم جيش الاحتلال وانتهاكاته ضد الفلسطينيين، من خلال تقديم شهادات لجنود إسرائيليين منهم جنود من لواء جولاني، إذ ذكر أحد الجنود في شهادته أنهم كانوا يمنعون الفلسطينيين من المرور على الحواجز بهدف الطغيان فقط، وتحدث آخر عن إجبار فلسطينيين على الزحف عند الحاجز، في حين ذكر أحدهم أن عمليات السرقة والنهب كانت تحدث بشكل روتيني ودائم خلال التفتيش.
وفي فبراير/شباط 2012 صدر تقرير عن حركة التضامن الدولية وفرق صانعي السلام المسيحية يفيد بارتفاع عدد انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة ضد الشعب الفلسطيني، وذلك منذ وصول لواء جولاني إلى منطقة الخليل في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2011.
وتضمن التقرير حديثا عن حوادث احتجاز أطفال واعتقالهم والإساءة إليهم، والتعرض لهم وللمراهقين بالضرب والترهيب والاعتداء المتكرر، بمن فيهم أطفال المدارس.
وأشار التقرير إلى أن الاعتداءات تمت من دون سبب وبحجج تتعلق برشق الحجارة، كما تمت مداهمة بيوت بعض الصبية وضربهم ضربا مبرحا بالعصي وأعقاب البنادق والتسبب بكسر عظامهم وبجروح بالغة أخرى، واعتقالهم لساعات وأحيانا أكثر، وأوضح التقرير أن الاعتداءات طالت حتى الأطفال الذين يعانون من إعاقات.
في أبريل/نيسان 2014 نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريرا يتحدث عن محاكمة عسكرية لـ4 جنود من لواء جولاني بتهم إساءة استخدام السلطة، وتجاوز صلاحياتهم إلى درجة تعريض حياة الضحية أو صحته للخطر، وتهم متعددة بعرقلة العدالة والانخراط في سلوك غير لائق، إثر اقتيادهم رجلا فلسطينيا إلى منطقة معزولة في الضفة الغربية في مارس/آذار من السنة نفسها، وضربه والاعتداء عليه وتركه ينزف بجروح مختلفة في المكان المعزول، وذلك أثناء قيامهم بدورية روتينية.
وبعد حرب 2014 أوصى النائب العسكري العام الجنرال داني عفروني بالتحقيق في 5 شكاوى قدمت على الجيش، من بينها شكوى تتعلق بجنود من لواء جولاني ارتكبوا انتهاكات عسكرية خلال الحرب، وهي:
وفي عام 2018 كشف تحقيق لصحيفة هآرتس أن جنودا إسرائيليين من كتيبة الاستطلاع في لواء جولاني ارتكبوا جرائم بحق الفلسطينيين في مخيم نابلس في فبراير/شباط 2018 انتقاما لمقتل عدد من أصدقائهم. فقد قتل 3 من كتيبة الاستطلاع في حادث سير إثر اصطدام سيارتهم بشاحنة يقودها فلسطيني.
واتهم الجنود في ليلة 13 فبراير/شباط 2018 بالقيام بأعمال تخريبية في المخيم، وتدمير مركبات فلسطينية واعتقال عدد من الفلسطينيين، وحين استدعي الضابط المسؤول عن الفرقة للتحقيق برر الأمر بحاجة جنوده للانتقام والتنفيس عن غضبهم، وأنه سمح لهم بذلك. وبعد التحقيق تشاور الضباط المسؤولون عن الملف وقرروا عدم معاقبة الجنود وقائدهم.
تعد حالات الانتحار في لواء جولاني قديمة ومستمرة، وقد كشفت تقارير إسرائيلية عن ارتفاع حالات الانتحار في لواءي غفعاتي وجولاني، وهما من ألوية النخبة، كما كشفت بعض التقارير الإسرائيلية عن أن أكبر خسائر الجيش الإسرائيلي في جنوده تكون من حالات الانتحار، في حين لم يعلن الجيش الإسرائيلي سوى عن 817 جنديا قال إنهم ماتوا في حوادث انتحار في الفترة ما بين 1990 و2021.
ويفسر الجيش الإسرائيلي حالات الانتحار في صفوفه بأنها تعود إلى مشاكل نفسية أو عيوب جينية. ومن أقدم حالات الانتحار في لواء جولاني حالة الجندي أوري إيلان، الذي انتحر في زنزانته في يناير/كانون الثاني 1955، وذلك عندما تسلل مع مجموعة من الجنود من اللواء إلى مرتفعات الجولان السورية للقيام بمهمة هناك، إلا أنه وقع في الأسر.
في يناير/كانون الثاني 2020 صدر تقرير عن انتحار جندي إسرائيلي يدعى ساساكي من لواء جولاني، يبلغ من العمر 27 عاما، إذ وجد ميتا في منزله.
وفي مارس/آذار 2021 ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنديا إسرائيليا انتحر بالقفز من سيارة أجرة عقب تلقيه مكالمة هاتفية وفق ما أفاد به سائق السيارة، وكشفت قناة كان الإسرائيلية أن الجندي هو أبيبا درسخ وهو جندي مستجد في لواء جولاني في الجيش الإسرائيلي، وكان قد هرب من قاعدته العسكرية واتجه إلى منزله لعدم قدرته على التدريب، إلا أن هناك من أقنعه بالعودة إلى القاعدة، وأثناء توجهه إلى القاعدة تلقى مكالمة هاتفية غامضة انتحر على إثرها.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" خبرا عن انتحار جندي سابق من لواء جولاني يدعى إيتسيك سعيديان، وهو من جنود اللواء الذين شاركوا في حرب 2014 على غزة وحضر معركة حي الشجاعية، ووفق ما ورد في الصحيفة فقد قالت عائلته إنه كان يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وإنه حرم من الرعاية الطبية التي يحتاجها نتيجة إصابته بندبات متفرقة بسبب الخدمة العسكرية.
ووفقا لجمعية المحاربين القدامى في الجيش الإسرائيلي فإن الجندي كان محبطا من معاملة السلطات الإسرائيلية له فأحرق نفسه احتجاجا على معاملة وزارة الدفاع للمحاربين القدامى.
وأفادت وكالة الأناضول بانتحار 3 جنود إسرائيليين عقب مشاركتهم في حرب غزة عام 2014، إذ انتحر اثنان قرب الحدود مع غزة، في حين انتحر الثالث في إسرائيل.
وأوضحت الوكالة أن الجنود الثلاثة من لواء جولاني وكانوا يعانون من مشاكل نفسية بسبب مشاركتهم في الحرب على قطاع غزة.