منذ بداية معركة (طوفان الأقصى) تتعالى الأصوات داخل كيان الاحتلال، حكومةً وشعبًا، حول تحميل "نتنياهو" مسؤولية الإخفاق الحاصل في حرب غزة.
وبعد انطلاق العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة وتشكيل مجلس الحرب الذي يدير هذا العدوان وعقب الخسائر التي تورط بها جيش الاحتلال ومجلس حربه في تحقيق انتصارات حقيقية في قطاع غزة من تلك التي بشر بها المجلس، انتقلت حالة السخط وتحميل المسؤولية لتشمل مجلس الحرب مع "نتنياهو".
و عُدَّ اجتماع مجلس الحرب الأخير، الذي تم عقده بتاريخ 6/1/2024، بحسب شهادات من داخل الكيان وصمة عار لقيادة فاشلة لا تستطيع تقدير مصلحة "إسرائيل"، ومما يجلي ذلك مثلاً:
تعقيب حزب "الليكود" اليميني على هذا الاجتماع، إذ جاء فيه: "من المتوقع من غانتس التصرف بمسؤولية والتوقف عن البحث عن أعذار لخرق وعده بالبقاء في الحكومة".
أمّا رئيسة حزب العمل اليساري "ميراف ميخائيلي"، فقد قالت: "كل دقيقة يتخذ فيها هؤلاء الأشخاص قرارات بشأن حياتنا تشكل خطراً على حياتنا".
وتضيف: "مرة أخرى يصبح من الواضح مدى خطورة نتنياهو على الكيان ومدى إلحاح استبداله الآن وعلى الفور.
لن تتمكن من الهروب هذه المرة".
ويرى زعيم المعارضة لدى الاحتلال "يائير لابيد" أنّ جلسة مجلس الحرب الأخيرة انحدار جديد غير مسبوق خلال الحرب، فوزراء يهاجمون رئيس الأركان ويحاولون تحقيره في خضم الحرب ورئيس الوزراء يتفرج.
وفي المحصلة تعكس هذه التصريحات وغيرها مدى حالة الشرخ الذي تشهده الأوساط العسكرية والسياسية والسيادية لدى الاحتلال مع طول أمل الحرب في غزة وانتهاء "شعر العسل" المؤقت الذي تمخض عنه تأسيس مجلس الحرب، الذي بات "ملتقي الضربات" من الجبهة الداخلية لدى الاحتلال التي باتت ثقتها بحكومتها الحالية في أسوأ حالاتها.