هل نحن على أعتاب وقف إطلاق نار؟ هكذا ستبدو انتشار قوات الجيش الإسرائيلي بعد الانسحاب من القطاع.
من المتوقع أن تبقى قوات الجيش الإسرائيلي في "المنطقة العازلة" وعلى محور موراج جنوب القطاع حتى بعد الاتفاق، إذا تم توقيعه. ويُدرس إقامة "مدينة إنسانية" جنوب خان يونس تحت سيطرة مدنية معتدلة إلى حين إعادة إعمار غزة. الانسحاب سيُنفذ تدريجياً، كجزء من اتفاق يشمل الأسرى ووقف إطلاق نار طويل الأمد.
إذا ومتى سيتم توقيع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، من المتوقع أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من معظم أراضي قطاع غزة. مصادر في إسرائيل قدّرت اليوم (الأحد) أن ما سيبقى تحت سيطرة الجيش هما منطقتان مركزيتان: "المحيط" على طول القطاع و"المدينة الإنسانية" في جنوبه.
"المحيط"، الذي أصبح خلال الحرب مصطلحًا مركزيًا في الخطاب العسكري والسياسي، هو في الواقع المنطقة العازلة بين التجمعات والكيبوتسات الإسرائيلية في غلاف غزة وبين أول البيوت في القطاع. الهدف منه ضمان مسافة أمان مستقرة بين التجمعات الإسرائيلية وحماس، وتمكين الجيش الإسرائيلي من الحفاظ على سيطرة وحضور دائمَين يشكلان أيضًا ردعًا في حال اندلاع مواجهات مستقبلية.
من المتوقع أيضًا أن يبقى الجيش في جنوب القطاع، في المنطقة الواقعة بين محور موراج ومحور فيلادلفي: جنوب خان يونس وحتى حدود مصر. ووفقًا لمبادرة لا تزال قيد البحث، ستُقام في هذه المنطقة "مدينة إنسانية". الهدف: تركيز غالبية سكان القطاع هناك وتمكين إدارة مدنية معتدلة، في بيئة ستبقى منزوعة السلاح وبدون حكم حماس.
وفقًا للتفاهمات التي تتبلور، وحتى إعادة إعمار غزة، سيكون هذا هو المكان الذي ستُدار فيه الحياة المدنية المركزية في القطاع.
يدور الحديث عن تغيير دراماتيكي في خريطة الانتشار العسكري في غزة، والذي يُتوقع أن يحدث إذا تم بالفعل التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى – اتفاق يستند إلى مبادئ وقف إطلاق نار طويل الأمد، انسحاب تدريجي للقوات من القطاع، وتعزيز المساعدات الإنسانية.
منذ بداية عملية "عربات جديعون" في شهر أيار الماضي، تغيّرت خريطة السيطرة في غزة. إذا كان الوجود الإسرائيلي سابقًا محدودًا بشكل رئيسي في شمال القطاع، فإن الجيش الإسرائيلي يسيطر الآن على نحو 65% من مساحة القطاع. وهو ينشط في مناطق مثل الشجاعية، شرق مدينة غزة، الدرج التُفاح، أجزاء من خان يونس، وبالطبع رفح – وكل ذلك كجزء من الجهد لكسر قبضة حماس ومنعها من السيطرة العسكرية على الأرض.
لحظات الحقيقة في صفقة الأسرى
خلال الأسابيع الأخيرة، عملت قوات الجيش الإسرائيلي ليس فقط على توسيع مناطق السيطرة، بل أيضًا على كشف وتدمير بنى حماس التحتية، مع التركيز على الأنفاق تحت الأرض، مخازن الأسلحة، ومواقع القيادة والسيطرة.
حتى في هذه اللحظات، تواصل القوات تنفيذ عمليات مركزة في مناطق رفح، خان يونس، وفي محيط مدينة غزة، والهدف الأعلى هو استنفاد العمل العسكري حتى توقيع الاتفاق، الذي يبدو أنه يقترب.
في جهاز الأمن يؤكدون أنه إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، فإن الوجود الإسرائيلي في "المحيط" سيستمر لفترة طويلة، كجزء من مفهوم أمني جديد في غلاف غزة.