الجيش الإسرائيلي يأمر جميع سكان مدينة غزة بالإخلاء: "سنعمل بقوة كبيرة"

هآرتس

ترجمة حضارات 


بر فلغ، نير حسون، جاكي حوري، روان سليمان  

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفخاي أدرعي، صباح اليوم (الثلاثاء)، عن إصدار أمر بإخلاء جميع سكان مدينة غزة استعدادًا لهجمات وشيكة للجيش. وقال: "الجيش مصمم على حسم حركة حماس، وسيعمل في مجال مدينة غزة بقوة كبيرة، كما فعل في مختلف أنحاء القطاع". وأضاف: "من أجل سلامتكم، أخلوا فورًا إلى المجال الإنساني في المواصي".

وفي منشور له على شبكة X، دعا أدرعي السكان المغادرين إلى إبلاغ الجيش عن "أي حواجز تقيمها حماس أو محاولاتها منع الإخلاء". يُذكر أنه منذ أكتوبر 2023 لم يُصدر أمر إخلاء يشمل المدينة بأكملها، وحتى في حينه لم يُنفذ بشكل كامل.

وفي أعقاب ذلك، وزع الجيش صباح اليوم أيضًا مناشير في مدينة غزة. من جهتها، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، الخاضع لسيطرة حماس، نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية، دعت فيه إلى التحرك الفوري لحماية المستشفيات والطاقم الطبي في مدينة غزة وضمان وصول آمن للسكان إليها.

خلال الأيام الأخيرة، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات استهدفت مبانٍ شاهقة في مدينة غزة، ما أسفر – بحسب المصادر المحلية – عن عشرات القتلى والجرحى ودمار واسع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد حذّر أمس قائلًا: "هذا فقط البداية"، متوجهًا إلى سكان غزة: "لقد تم تحذيركم، اخرجوا من هناك!".

وأعلن الجيش ليلة أمس أنه قصف مبنى شاهق في مدينة غزة، زاعمًا أنه كان يُستخدم من قبل حماس وأن داخله بُنى تحتية عسكرية لتنفيذ هجمات ضد قوات الجيش في المنطقة. فيما ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن 25 شخصًا لا يزالون في عداد المفقودين جراء قصف مبنى متعدد الطوابق في مخيم الشاطئ غرب غزة.

كما دمّر الجيش أمس مبنى مرتفعًا قرب جامعة الأزهر، يُعرف باسم "برج رويّا"، ما أدى إلى تشريد العديد من العائلات. وكان المبنى يضم أيضًا مكاتب إعلامية، بينها القناة القطرية "العربي"، إضافة إلى قربه من مقار للأونروا ومؤسسات حكومية وأكاديمية، فضلًا عن مخيم خيام للنازحين. ووفق خدمات الطوارئ في القطاع، فإن أكثر من 7,000 شخص فقدوا منازلهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط نتيجة القصف الإسرائيلي.

من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، صباح اليوم إن "30 مبنى إرهابيًا شاهقًا" تم تدميرها، وكتب على شبكة X: "إعصار ضرب غزة أمس بقوة غير مسبوقة". وهدد قائلًا: "إذا لم يلقِ مقاتلو حماس سلاحهم ويطلقوا سراح جميع الأسرى – فسوف يُبادون وغزة ستُدمر". ومع ذلك، تشير المعطيات إلى أن الجيش أسقط خلال الأيام الأربعة الأخيرة ستة مبانٍ شاهقة فقط في مدينة غزة.

أما نتنياهو، فأكد أمس أن عشرات المباني قد دُمّرت بالفعل. وقال خلال زيارته لمقر سلاح الجو في الكرياه: "أسقطنا خلال يومين 50 برج إرهاب، وهذا فقط بداية العملية المعززة للمناورة البرية في مدينة غزة. أقول للسكان: لقد تم تحذيركم، اخرجوا من هناك!".

من جهته، حذّر المنتدى الإنساني لغزة من تداعيات قرار الإخلاء الشامل، مؤكدًا أن "تحريك سكان مدينة كاملة – من أطفال ومسنين وأشخاص من ذوي الإعاقات – بعد أشهر من تدهور الوضع الصحي وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، نحو مناطق مكتظة وخالية من الموارد، يزيد الخطر على صحتهم وصحة الجميع". وأضاف أن "الحل يكمن في إنشاء مجال إنساني قائم على المعايير الدولية لاستيعاب السكان الفارين، مع تمكين الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة من الاستعداد ومعالجتهم بالتعاون الكامل مع الجهات الإسرائيلية".

وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد غادر عشرات الآلاف من سكان غزة المدينة في الأيام الأخيرة، وتزايدت أعداد المغادرين بعد تدمير المباني السكنية. ويُقدَّر أن عملية برية واسعة في مدينة غزة ستبدأ مع نهاية الشهر الجاري، فيما تواصل أربع فرق عسكرية التمركز حول المدينة والتقدم في أطراف أحيائها، بما في ذلك الزيتون، جباليا والفُرقان.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025