ما المشكلة في هذا القانون؟ حقنة صغيرة وتنتهي هذه نهاية موسم العرب

هآرتس

روجِل أَلپِر

ترجمة حضارات 

تحدد وثيقة المبادئ لإعداد قانون عقوبة الإعدام للمنفذين للقتل لقراءة ثانية وثالثة أن حكم الإعدام يُفرض، من دون إمكانية للاستئناف، فقط “على كل من يقتل يهوديًا فقط لكونه يهوديًا”، وسيُنفذ الحكم خلال 90 يومًا بواسطة حقنة سُمّ، من هنا فإن أمامنا عقوبة إعدام انتقائية للفلسطينيين فقط.

تفوّق يهودي في أبهى صوره، قانون عنصري، رسالته: حياة اليهود مقدسة، الموت للعرب، لا يُعدَم يهود يقتلون عربًا، ولا يُعدَم عرب يقتلون أناسًا يُعتبرون أقل قيمة من اليهود، في دولة اليهود فقط حياة اليهود مقدسة، أما حياة العرب فلا قيمة لها، الدولة مخوّلة بقتلهم جماعيًا وبسهولة، بينما قتلتهم من اليهود لا تُعدمهم.

اقتراح القانون يخلق أيضًا انطباعًا بشهوة وطنية غير قابلة للسيطرة لقتل العرب المشرّعون مستعجلون لحقن سريع-سريع، دون تأخير، دون حق استئناف أساسي، رغم أن الحديث يدور عن أشدّ عقوبة يمكن إنزالها بإنسان، وكأنه لو تبيّن لاحقًا أن هناك خطأ في الهوية، فهذا لا يثقل على ضمير المشرّعين اليهود.

من وجهة نظرهم، قتل العربي ليس خطأ أبدًا، حتى لو اتضح لاحقًا أنه لم يقتل يهوديًا، وماذا في ذلك؟ لا يزال عربيًا، والحاجة لقتله مشبعة بروح انتقام قاتلة، عمياء وملطخة بالدم، تقود كثيرًا من اليهود منذ 7 أكتوبر، وبعد هذا التاريخ لا معنى كبيرًا للحديث عن سلوك إسرائيلي، لا توجد إسرائيليّة. توجد دولة اليهود.

بدلًا من التطبيع مع السعودية تطبيع لعمليات الإعدام، تخيّلوا أن القانون يُقرّ بصيغته هذه ويُنفّذ بواسطة مصلحة السجون الخاضعة لابن غفير، دون علاقة بالمحكمة العليا التي لا تعترف بها الحكومة أصلًا. آلاف من عناصر النخبة الفلسطينية سيُعدمون بهذه الطريقة: بسرعة، على خط إنتاج، عشرات يوميًا، حقنة صغيرة وتنتهي، كما كتب مير أريئيل في سياق آخر، نهاية موسم العرب. موت بالجملة، بلا رائحة، بلا انقطاع كهرباء، بلا رؤوس تتدحرج أو جثث معلّقة، ومع ذلك، صناعة موت، موت بلا أي تقدير قضائي، موت آلي، موت بلا شك.

الفاشية ترى أن منح القضاة مجالًا للتفكير هو تفكير زائد، كل تردد أو شك علامة ضعف، التفكير مرة أخرى خطر استراتيجي، فقط “النفوس الرقيقة” تتردد، صناعة الموت ستعكس العقلية اليهودية المنتصرة: حاسمة في نزعتها للقتل، مصممة في انتقامها، تعمل كحيوان مفترس، بطريقة قاتلة، سريعة وحاسمة.

تخيّلوا الأجواء في إسرائيل بعد آلاف الإعدامات، في نهاية موسم العرب، هل سيكتفي الشعب بذلك أم سيطلب المزيد؟ ستكون هناك حاجة لقوانين جديدة تحدد من يجب قتله، ربما أعضاء كنيست عرب “داعمو إرهاب”، أو “متحدثون باسم حماس” من اليهود، وربما تُبنى آلة سمّ كبيرة، تَحقن الجميع.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025