فارس: دولة الاحتلال تستخدم مؤسساتها الاجتماعية والتعليمية لتعذيب الأسرى الفلسطينيين
هيئة شؤون الأسرى والمحررين


أعرب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس صباح اليوم الاثنين، عن اشمئزازه من الدناءة والانحطاط الذي نشاهده كل يوم في ممارسات وتوجهات حكومة الاحتلال الاسرائيلي وكافة أركان منظومتها، والتي أصبحت تشكل تهديد حقيقي للمجتمع الدولي بمكوناته الاجتماعية والانسانية، ليس بالجريمة التي تنفذها بحق الشعب الفلسطيني، وإنما بالسلوك والأفكار المبنية على العنصرية والحقد والانتقام، في ظل تقاسم للأدوار بين الأجهزة السياسية والعسكرية في كافة المناطق الفلسطينية من جهة، والموساد الاسرائيلي في الجهة الاخرى، والذي نفذ الاغتيالات في المنطقة الاقليمية والدولية، ويلاحق ويهدد المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وتركيزه الكبير اليوم على الحراك والتضامن الدولي في الجامعات العالمية مع القضية الفلسطينية. 

وقال فارس " نعيش حالة من القلق والتوتر على اسرانا واسيراتنا، ولدينا تخوفات كبيرة مما يتعرضون له داخل السجون والمعتقلات تحديداً منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم، فحجم الجريمة خلق مرحلة غير مسبوقة في تاريخ الحركة الفلسطينية الاسيرة، وربما ما يمارس بحقهم اليوم لم تشهده أي من السجون والمعتقلات العالمية، ولم يكتف الاحتلال بهذا الإجرام المنظم، بل يستخدم اليوم مؤسساته الاجتماعية والتعليمية لتعذيبهم من خلال قرارات محاكم رسمية ". وأضاف فارس " في كثير من الحالات تلحق محاكم الاحتلال قرار السجن الفعلي بنوع آخر من العقوبة، ويتمثل ذلك في إجبار الأسرى والأسيرات على الخدمة في مؤسسات اجتماعية أو تعليمية، كمراكز المسنين ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز الايواء، وان طبيعة العمل تكون في اغلب الاحيان في مجال التنظيف والخدمات، وهذا لديه تأثيرات نفسية كبيرة عليهم، وهذا الهدف الحقيقي لهذا التوجه، أن يجبر المناضل الفلسطيني على ممارسة مثل هذه الاعمال، والتي لها تداعيات أخطر من السجن الفعلي ". 

وبين فارس ان هذا النهج من العقوبات يمارس بشكل اكبر بحق الاسرى المقدسيين، ويكون ضمن برنامج عمل محدد بالساعات والانجاز، ويرفق بتوقيعات على الالتزام مكفولة بغرامات مالية باهظة، ويتعمد المراقبون على الأسرى والأسيرات المجبرين على هذه الخدمة باستفزازهم وابتزازهم، تطبيقاً لسياسات موجهة تستهدف المحتوى الداخلي لكينونة الأسير أو الأسيرة الفلسطينية. وشدد فارس على ضرورة وقف هذا الخطر الذي يهدد كل قيم الانسانية، فلا يعقل أن يترك هذا الاحتلال بهذه البشاعة، وان لا يكون هناك تدخلات لإنهاء هذه الفاشية التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني كل يوم، وعلى المنظومة الدولية أن تبادر سريعاً الخروج من صمتها، وان تحاسب هذا الكيان الشاذ بوجوده وممارساته وسلوكياته.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023