تظهر الفيديوهات والصور التي خرجت من مخيم جباليا بعد انسحاب جيش الاحتلال بشاعة الجرائم المرتكبة
المكتب الإعلامي الحكومي

تظهر الفيديوهات والصور التي خرجت من مخيم جباليا بعد انسحاب جيش الاحتلال منه، بشاعة الفظائع والجرائم التي ارتكبتها في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، وحجم الدمار والتخريب الذي ألحقته بمنازل المواطنين والمنشآت الخدماتية والمرافق العامة؛ ما يكشف مجددا فاشية وعنصرية وارهاب هذا الاحتلال وتحلله الفاضح من أبسط مبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية وقواعد القانون الدولي والإنساني، ومخالفته للقرارات والأحكام الدولية سيما الصادرة عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

للمرة الثانية وعلى مدار ٢٠ يوما، عاث جيش الاحتلال تخريبا وتدميرا في مخيم جباليا، مستخدما سياسة الأرض المحروقة، ما تسبب في قتل وجرح المئات ونزوح قسري لنحو ٢٠٠ ألف مواطن، وتدمير بلوكات ومربعات سكنية كاملة، وحرق وقصف المنشآت العامة والخدمية، وبدا المشهد من هوله وكأن المنطقة تعرضت لزلزال مدمر.

لقد انتشلت فرق الإسعاف والدفاع المدني عشرات الشهداء طيلة فترة الاجتياح وبعد الانسحاب، وتواصل البحث حاليا عن عشرات المفقودين بين ركام المنازل ومراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات التي لم تسلم من القصف والتدمير، وحتى عيادات ومقرات ومراكز وكالة الغوث الدولية لم تسلم هي الأخرى من آلة التخريب.

لقد تعمد جيش الاحتلال تدمير البنى التحتية والمقومات الاقتصادية كالأسواق والمحال التجارية، وحتى قبور الأموات لم تسلم حيث قامت آلياته بتجريف المقابر، في تعدي فاضح وصارخ من قبل جيش الاحتلال على القيم والمبادئ الإنسانية وقواعد القانون الدولي الإنساني، ليظهر بذلك مشهدا جديدا من مشاهد جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد شعبنا للشهر الثامن.

بات واضحا للجميع وفي ظل هذه الجرائم أن الاحتلال يسعى لجعل قطاع غزة منطقة منكوبة وغير صالحة للحياة، وأنه لم يتخل عن محاولات التهجير القسري، جنبا إلى جنب مع جريمة التطهير العرقي التي يقترفها بارتكاب المجازر وقتل عشرات الآلاف، وبالتجويع والتعطيش وضرب المنظومة الصحية ليفقد المواطنون مراكز الرعاية الطبية ولنشر الأمراض والأوبئة.

ندين بشدة استمرار العجز الدولي غير المبرر عن وقف جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، ونحمل الاحتلال وشركائه الذين يدعمونه عسكريا وسياسيا ويبررون جرائمه الفظيعة وفي مقدمتهم أمريكا وألمانيا وبريطانيا، نحملهم المسئولية الكاملة عن كل هذه الجرائم.

ندعو للإسراع في الإجراءات القانونية لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، بحيث تكفل وقف هذا العدوان ومحاسبة القادة الصهاينة كمجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية ، كما ندعو لتعزيز مقاطعة الاحتلال سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا، وفرض العقوبات عليه.

نطالب أحرار العالم دولا وشعوبا بتكثيف تحركاتهم في مختلف الميادين للضغط علي الاحتلال وشركائه، لوقف الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات والمستلزمات الطبية والوقود والاحتياجات الإنسانية بما يحد من المجاعة التي يعيشها أهلنا حاليا. 


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023