الواقع السياسي والأمني يفرض نفسه: لا مفر من الحرب في لبنان


موقع والا 

أمير بوخبوط


على خلفية إخلاء بلدات الشمال والجمود السياسي، يقدر مسؤولون في أمنيون أن الحرب مع الدولة اللبنانية أمر لا مفر منه. من سيهاجم أولاً؟ كيف سيكون شكل اليوم الأول للحرب المتوقعة؟ وماذا عن آلية النهاية؟

 تصور لشكل الحرب في لبنان

 يزعم مسؤولون كبار في المنظومة الأمنية أنه كان من الخطأ إخلاء هذا الحجم الكبير من البلدات في بداية الحرب، و أنه كان من الصواب الاكتفاء بإخلاء المستوطنات المحاذية للسياج فقط على خلفية الخوف من سيناريو مماثل السابع من أكتوبر على الحدود اللبنانية. 

ولإعادة السكان إلى الشمال هناك ثلاثة خيارات رئيسية: 

تسوية سياسية وصلت إلى طريق مسدود، وإقامة شريط أمني على الأراضي اللبنانية يخضع لمناورات برية، وحرب شاملة على الدولة اللبنانية. وتقول مصادر في المنظومة الأمنية إنه على خلفية الواقع السياسي والأمني لا مفر من خوض الحرب رغم التهديدات الإيرانية بالانضمام إلى اليها.

 من سيقود الحرب؟ 

هناك حديث مهني يقظ للغاية في المؤسسة الأمنية حول كيفية تعامل دولة إسرائيل مع حزب الله - مع خلفية وجود الأسئلة: هل من خلال تسوية سياسية أو حرب أو استمرار الاستنزاف دون إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم.

 هناك اختلافات في الرأي بشأن التحذيرات الأميركية من أن تؤدي إسرائيل إلى تحويل الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية. 

لذلك، من المتوقع أن على من يرأس الجيش أن يؤمن بسيناريو الحرب الواسعة ضد حزب الله، لأن الجميع يعرف كيف ستبدأ الحرب وليس بالضرورة كيف ستنتهي. 

وفيما يتعلق بوزير الدفاع يوآف غالانت، فإن الجنرال هرتسي هليفي يستمر في منصبه طوال المدة التي يحددها القانون، في حين يقدر آخرون في المنظومة الأمنية والسياسية أن هليفي قد ينهي مهام منصبه قبل الاعياد. 

من سيفاجئ؟ لبنان أم إسرائيل؟ 

حقيقة أن حزب الله يرفض التسوية السياسية ويواصل في الوقت نفسه إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والهجمات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا يؤدي إلا إلى تعزيز التقييمات في إسرائيل بأن الحرب مع دولة لبنان هي مسألة وقت. والسؤال هو ما إذا كانت إسرائيل ستفاجئ حزب الله أم العكس. 

كما ذكرنا، في حرب لبنان الثانية، شرع سلاح الجو في عملية عرفت باسم ليلة الفجر، حيث دمر الجيش مجموعة من الصواريخ متوسطة المدى التي كانت الجزء الرئيسي من قوته النارية في ذلك الوقت.

 إن توجيه ضربة استباقية ضد التشكيلات الاستراتيجية لحزب الله، بما في ذلك البنى التحتية الوطنية التي تدعم الإرهاب في لبنان، يمكن أن يركع التنظيم على ركبتيه في اليوم الأول. 

افتتاح الحرب في لبنان في ظل مشاكل الذاكرة (للرئيس بايدن)؟

 أثبتت المواجهة المتلفزة بين جو بايدن ودونالد ترامب بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل هي أحد مكونات نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالتالي يصبح اعتبارا مهما في عملية صنع القرار للمستوى السياسي الإسرائيلي ما إذا كان سيتم شن حرب في لبنان أم لا، والتأثير على النظام الانتخابي وليس فقط بسبب اعتماد إسرائيل على التسلح والتبادلات والشرعية الأمريكية. 

فهل ينتظر المستوى السياسي إلى اليوم التالي للانتخابات؟ وتاريخ آخر يؤثر على إسرائيل هو رحلة نتنياهو المتوقعة لحضور الخطاب التاريخي أمام الكونجرس (أول دبلوماسي أجنبي يلقيه للمرة الرابعة). فهل سيضيع نتنياهو فرصة تاريخية أم أنه سيحول خطابه إلى تسخير الشارع الأميركي لتوسيع الشرعية الإسرائيلية لخوض حرب ضد التنظيم الشيعي وإيران - ولإعادة الأمن إلى الجزء الشمالي من إسرائيل. 

كيف من المتوقع أن يكون شكل اليوم الأول للحرب ؟

اليوم الأول يعتمد بشكل أساسي على ما إذا كانت إسرائيل ستنجر إلى الحرب أم أنها ستبادر إليها على حين غرة. وبما أن حزب الله يمتلك منظومات استراتيجية هامة تشمل: صواريخ باليستية، صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار على نطاق واسع جداً، سيتعين على الجيش الإسرائيلي الرد بقوة ودقة كبيرتين في الساعات الأولى - قبل أن يعود حزب الله إلى رشده ويطلقها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. 

ولتوضيح مدى استعداد النظام العسكري للتدهور كل يوم منذ أشهر، تجدر الإشارة إلى أنه كل ليلة هناك تقييم للوضع بين قائد القوات الجوية اللواء تومر بار وقائد قيادة الشمال يعيدون فيه النظر بحجم الأهداف والتسليح وجاهزية الطرفين وسيناريوهات الهجوم إلى درجة بدء الحرب على حين غرة دون معلومات استخباراتية. وهذا يدل على جاهزية عالية جداً، هذا بالإضافة إلى جاهزية عالية للقوات البرية، بعضها في الشمال وبعضها سيتحرك بسرعة من الجنوب إلى الشمال. 

آلية إنهاء الحرب؟



إذا اندلعت حرب، سواء أكانت إسرائيل هي التي بدأتها أم لا، فسيكون على المستوى السياسي أن يسأل نفسه ما إذا كان ينبغي إنشاء شريط أمني من خلال مناورات برية وجوية من الحدود الإسرائيلية اللبنانية لمنع إطلاق الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات على المستوطنات الشمالية أو العمل على الاجهاز على جيش حزب الله. 

وعلى عكس قطاع غزة، هناك في لبنان قوة مقاومة مسلحة لحزب الله قوامها عشرات الآلاف من المسلحين، وعناصر سياسية لبنانية يمكنها معارضة استمرار الحرب إذا اندلعت مع دمج العناصر السياسية الإقليمية التي ستقيد يدي نصر الله. . لذلك، مرة أخرى، من الصحيح تحديد ما تريده إسرائيل وما إذا كانت ستكون راضية عن تطهير الأراضي في جنوب لبنان من عناصر حزب الله المسلحين أو منع إنشاء بنى تحتية إرهابية تدعم هجوما مشابها لما حدث في 7 أكتوبر على الجنوب.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023