قناة 14
ترجمة حضارات
يعقوب بردوغ :
ما الذي يقف حقًا وراء صفقة الأسرى – ومع من تُبرم فعليًا؟"
الضغط الشديد من إدارة ترامب أجبر قطر على تغيير موقفها تجاه صفقة الأسرى، وأظهرت لأول مرة منذ بداية الحرب موقفًا إيجابيًا. هذا التغيير في موقف الدوحة، وليس في موقف حماس، هو ما يغذي التفاؤل الحذر في (إسرائيل) بشأن تقدم المحادثات.
في نهاية المطاف، التفاؤل الحذر لدى البعثة الإسرائيلية فيما يخص صفقة الأسرى لا ينبع من تغيير مفاجئ في موقف حماس، وإنما من تغير جوهري في الوضع الاستراتيجي.
لفهم ما يجري، يجب أن نتوقف عن التركيز على غزة وننظر مباشرة نحو الدوحة. الصفقة التي نبرمها ليست مع منظمة منهارة، بل مع قطر.
قطر هي المحرّك ذو الوجهين لهذا الصراع. لسنوات طويلة، كانت المحرك الذي أوقف كل تقدم، بدوافع انتهازية لتعزيز مكانتها كوسيط إقليمي، وإضعاف (إسرائيل)، وتعزيز أيديولوجية الإخوان المسلمين.
قطر، العدوة لدولة (إسرائيل)، قادتنا بالخداع لفترة طويلة، وبدلًا من أن نعترف بالواقع، منحناها الشرعية لقيادة المحادثات.
إذًا، لماذا يوجد اليوم سبب للتفاؤل؟ الجواب يكمن في الضغط الأمريكي.
إذا كان موقف قطر قبل ثلاثة أشهر سلبيًا تمامًا، وقبل شهر أصبح محايدًا، فإنها اليوم، تحت ضغط كبير من إدارة ترامب، مضطرة لإظهار موقف "إيجابي" ليس حبًا في (إسرائيل)، ولا رغبة حقيقية بإطلاق سراح الأسرى، بل بسبب إدراكها أن مصالحها في خطر. الضغط من واشنطن هو العنصر الوحيد الذي غيّر المعادلة.
يجب أن نفهم من هو الطرف الحقيقي في المفاوضات. قيادة حماس في الدوحة منفصلة فعليًا عن الميدان في غزة. الصفقة، عمليًا، تتم مع "ميليشيات "ومجموعات محلية تعرف قطر كيف تسيطر عليها وتُشغّلها. هذا هو الواقع المؤسف الذي تضطر (إسرائيل) للتعامل معه اليوم أمام العدوة القطرية.
صفقة الأسرى هي "عجلة الدفع" العالقة، وهي ما يمنع كل العمليات الأخرى.
إذا تم التوصل إلى صفقة، فإنها ستفتح نافذة من 60 يومًا للتفاوض مع القطريين على مستقبل قطاع غزة:
هل ستكون هناك جهة دولية تدير القطاع؟
هل ستقوم (إسرائيل) باحتلاله؟
وفي الوقت ذاته، تُطرح على الطاولة أيضًا خطة الهجرة، التي تثير اهتمامًا كبيرًا لدى إدارة ترامب.
فقط بعد تحريك "عجلة الدفع" هذه، يمكن أن تبدأ التحركات الأخرى، مثل:
توسيع اتفاقيات أبراهام إلى دول إضافية.
إحراز تقدم في الساحة السورية.
لهذا السبب، يمارس الأمريكيون ضغطًا شديدًا. إنهم يفهمون أن تحريك صفقة غزة سيدفع بكل الصفقات والمصالح الاستراتيجية الأخرى الخاصة بهم وبإسرائيل إلى الأمام.
عجلة الدفع عالقة هناك، في الدوحة، والمفتاح لتحريكها موجود هنا، في واشنطن.