معاريف
ترجمة حضارات
آفي أشكنازي
الحرب بلا اسم ولا رمز، وبعد مرور 700 يوم تبدو بلا غاية أو هدف. في السابع من أكتوبر الساعة 06:29، يمكن القول بمرارة إن الجيش الإسرائيلي خسر المعركة. لأول مرة في تاريخه، تمكن تنظيم مسلح يرتدي "النعال والكلاشنيكوف" ويقود بضع شاحنات تويوتا من هزيمة فرقة كاملة للجيش الإسرائيلي، والسيطرة على أراضٍ تضم قواعد عسكرية وبلدات وطرق مركزية. قتلوا، اغتصبوا، أحرقوا وخطفوا.
منذ اندلاع الحرب قُتل 1,935 مدنياً وجندياً، بينهم 900 جندي سقطوا في المعارك. خُطف 207 مدنيين وجنود إلى غزة، لا يزال 48 منهم هناك. سلسلة طويلة من القادة أُقيلوا بسبب الإخفاق: وزير الدفاع، رئيس الأركان، رئيس الشاباك، رئيس الاستخبارات العسكرية، رئيس العمليات، قادة القيادة الجنوبية والفرقة واللواء. لكن المسؤول الأول عن الفشل – رئيس الحكومة – بقي في منصبه، وكأن شيئاً لم يحدث.
هذا الأسبوع استدعى الجيش عشرات آلاف جنود الاحتياط، ويستعد لحشد كامل قواته القتالية حول غزة: سبعة ألوية مشاة وكوماندوز، ثلاثة ألوية مدرعة، طلاب الكليات العسكرية، وحدات هندسية وخاصة. الهدف: إعادة احتلال مدينة غزة، التي سبق أن سيطر عليها الجيش في ديسمبر 2023 بثمن باهظ بلغ مئة قتيل وعشرات الجرحى.
الحرب بلا اسم بدأت بالخسارة، لكنها منحت إسرائيل أيضاً إنجازات كبيرة. فبعد عامين من القتال، تمكنت من القضاء على قيادة حزب الله واغتيال حسن نصر الله، وشلّ نصف قوته على الأقل، إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا والسيطرة على مواقع استراتيجية مثل "تاج حرمون"، ضرب المنشآت النووية ومشاريع الصواريخ الإيرانية في عملية "مع كلبيَع"، ومهاجمة الحوثيين في اليمن حيث فشلت قوى أخرى. حتى حماس، يقول الجيش، هُزمت إلى درجة لن تتمكن من التعافي منها.
لكن رغم كل النجاحات التكتيكية والاستراتيجية، لم تصل الحرب إلى نهايتها. وبحسب الحكومة، لن تنتهي إلا عند تحقيق ثلاثة شروط: حسم حماس، تحرير الأسرى، نزع سلاح غزة وإدارتها بجهة غير حماس. غير أن الحديث غير الرسمي أوضح: الحرب لن تتوقف حتى يُقام حكم عسكري إسرائيلي في غزة، يُنفَّذ "ترانسفير طوعي" لمئات آلاف الفلسطينيين، وتُقام مستوطنات يهودية على الأراضي المُفرغة.
عندها فقط قد تُسجَّل الحرب في صفحات التاريخ – وربما تحت رمز جديد بدأ يظهر على بزات الجنود: "المسيح".