ترجمة حضارات
مايكل أورن
يجب ألّا نفوّت مرة أخرى الفرصة التي تقدّمها إدارة ترامب
محطات عديدة، كثير منها مؤلم،، شكلت 700 يوم من الحرب — وكان من أبرز التطورات دعم قادة ديمقراطيين في الولايات المتحدة لفرض حظر على توريد السلاح إلى إسرائيل. ومن بين المؤيدين لهذه الفكرة الخطيرة مستشار الأمن القومي السابق جيك سوليفان، والسيناتورة إيمي كلوبوشار، اللذين كانا يُعدّان من أبرز المؤيدين لإسرائيل، إلى جانب أربعة أعضاء كونغرس يهود. يُعدّ هذا تآكلًا إضافيًا في الدعم الليبرالي الأميركي لإسرائيل. وعلى الرغم من أنه لا يجوز التخلي عن الجهد لاستعادة الدعم الحزبي المزدوج، إلا أنه يجب الاستعداد للمستقبل.
لا ينبغي أن نكرر الخطأ الذي ارتُكب بين عامي 2016 و2020، حين لم نحسن استغلال مزايا إدارة ترامب الأولى للقضاء على تهديدات حماس وحزب الله على حدودنا. اليوم، وبعد مشاركة ترامب إلى جانب إسرائيل في المعركة الناجحة ضد إيران، ودعمه للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة واليمن ولبنان، وإصراره على حماية إسرائيل من العقوبات الدولية، علينا أن نستغل السنوات الثلاث المتبقية من هذه الإدارة لإحداث نقلة نوعية في مكانة إسرائيل الاستراتيجية في الشرق الأوسط والعالم.
بمساعدة الرئيس، يجب على إسرائيل أن تنتقل من دور المتلقي إلى دور الشريك، وتنضم إلى الولايات المتحدة في تطوير تقنيات — سايبر، أقمار صناعية، وليزر — تعزز أمن الدولتين معًا. إسرائيل القوية، الفخورة، والغنية، لم تعد بحاجة إلى "صدقات" من الحليف الأميركي، بل إلى شراكة متكافئة.
وبمساندة البيت الأبيض، تستطيع إسرائيل أن تخلق "قبة حديدية دبلوماسية" تحميها بشكل أكبر من العقوبات والمقاطعات الدولية. وتحت هذه المظلة، ستواجه أي دولة تفرض عقوبات على إسرائيل — مثل بلجيكا مؤخرًا — ردًا من الولايات المتحدة. وبالمثل، يمكن للإدارة الاستمرار في معاقبة منظمات دولية، بما فيها الأمم المتحدة ووكالاتها، التي تدين إسرائيل وتعاقبها بشكل منهجي.
الولايات المتحدة وإسرائيل مطالبتان بوضع خطوط حمراء مشتركة لإيران وأذرعها الإرهابية، والاتفاق على رد جماعي في حال تم تجاوزها. فإذا حاول الإيرانيون إعادة بناء منشآتهم النووية، أو إذا أعاد حزب الله التسلّح في جنوب لبنان، فعلى أميركا وإسرائيل أن تتحركا سريعًا وبقوة مشتركة.
السنوات الثلاث المقبلة تمنح أيضًا فرصة فريدة لتغيير العلاقة مع الفلسطينيين. إلى جانب التزام ترامب بنزع سلاح غزة وإعادة إعمارها، يمكننا الدفع بأفكار جديدة لمستقبل الضفة الغربية، مثل التعاون مع قيادات محلية في الخليل ونابلس وأماكن أخرى، لإنشاء كانتونات ذاتية الحكم تقبل العيش معنا بسلام وأمن.
لا أحد يعرف أي حزب سيفوز في انتخابات 2028، لكن يجب ألّا نصل إلى ذلك التاريخ ونلوم أنفسنا على تفويت فرص تاريخية. فالثمن، كما تعلّمنا في السابع من أكتوبر، باهظ.