تخطط ألمانيا لشراء ثلاثة طائرات مسيّرة متقدمة من طراز "هيرون" من إسرائيل بقيمة إجمالية تقدر بحوالي 930 مليون يورو (مليار دولار)، رغم الضغوط الأوروبية لوقف الحرب في غزة. الصفقة تأتي ضمن موجة تسليح كبرى تشمل مقاتلات حربية، ناقلات جند مدرعة، وتحديث أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا.
وفقًا لوثائق كشفها موقع "بلومبرغ"، فإن وزارة الدفاع الألمانية تجري مفاوضات مع وزارة الدفاع الإسرائيلية لتوسيع أسطول الطائرات المسيّرة من طراز Heron TP من خمس طائرات إلى ثماني. العرض يشمل الطائرات نفسها، وقطع غيار، وتدريب طواقم.
تكلفة الطائرات الثلاث تقدر بنحو 630 مليون يورو، بينما ستصل نفقات التشغيل حتى عام 2034 إلى حوالي 300 مليون إضافية. إسرائيل ستكون المقاول الرئيسي عبر الصناعات الجوية، مع مشاركة شركات ألمانية في هامبورغ وبريمن بالمشروع.
سيُطرح ملف الصفقة في 10 سبتمبر أمام لجنة الميزانية في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، إلى جانب قرارات أخرى للتسليح: شراء 20 مقاتلة "يوروفايتر"، آلاف الناقلات المدرعة والدبابات، إضافة إلى مجموعات من الولايات المتحدة لتحديث بطاريات "باتريوت" المخصصة لأوكرانيا.
كما من المقرر توقيع صفقة أخرى مع شركة Patria الفنلندية لتوريد 3,500–4,500 ناقلة جند مدرعة جديدة بقيمة تتراوح بين 3.5 و4.5 مليار يورو، لتحل محل أسطول "فوكس" القديم الذي يضم نحو 940 آلية.
الخطوة تندرج ضمن سياسة المستشار فريدريش ميرتس لمضاعفة ميزانية الدفاع الألمانية إلى 162 مليار يورو خلال أربع سنوات، في مسعى لتجاوز مطلب حلف الناتو المتمثل في تخصيص 3.5% من الناتج المحلي للدفاع بحلول عام 2035. التمويل سيأتي من صندوق خاص بحجم 500 مليار يورو أُقر هذا العام، يسمح بتجاوز سقف الدين الدستوري.
برلين امتنعت عن التعليق رسميًا قبل إقرار الصفقة في البرلمان، لكن المؤشرات تؤكد أن ألمانيا عازمة على المضي في تعزيز تسليحها على نطاق واسع، حتى مع تصاعد الضغوط السياسية الأوروبية على إسرائيل.