الرجل الذي لا يَتحمّل أي ذنب


مقال افتتاحي 

أصدر مراقب الدولة، متنياهو إنجلمان، تقريراً وُصف بالناعم نسبياً حول فشل الحكومة في الاستجابة المدنية للجبهة الداخلية بعد هجوم 7 أكتوبر. التقرير وجّه انتقاداً لبنيامين نتنياهو، لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لوزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وللمدير العام السابق لمكتب رئيس الحكومة يوسي شيلي.

المراقب أوضح أنّه طوال 17 عاماً، منذ حرب لبنان الثانية وحتى اندلاع الحرب الحالية، لم تستخلص الحكومات برئاسة نتنياهو الدروس ولم تُنفَّذ توصيات لتعزيز الجبهة الداخلية. المقال يوضح أنّ هذا "تلطيف" لأن نتنياهو يستحق نقداً أشد. وجود حكومة متضخّمة من 33 وزيراً، وتكرار وزارات، وتعيين أشخاص غير مناسبين لمفاصل حيوية، جعل فشل الجبهة الداخلية نتيجة طبيعية لإهمال متواصل.

نتنياهو هاجم التقرير وهاجم إنגלמן، قائلاً إن الاستنتاجات "مزوّرة وغير ذات صلة". أسلوبه المعتاد: الهروب من المسؤولية، إلقاء اللوم على الآخرين، وتشويه سمعة كل من يتوقع منه تحمل مسؤوليته. الرجل الذي يفاخر دوماً بـ"أمرتُ" و"وجّهتُ"، يتنصل من المسؤولية حين يدفع الإسرائيليون ثمن إخفاقاته.

هو نفسه اعتبر حماس "رصيداً"، وسهّل دخول مليارات قطر إلى القطاع ما مكّن الحركة من تعزيز قوتها، وفي المقابل أضعف السلطة الفلسطينية وأوقف أي تقدم سياسي. حتى الجمهور الذي يتظاهر للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في عهده هاجمه نتنياهو، واصفاً الاحتجاجات بأنها "فلنجات فاشية"، بينما سلّم حقيبة الأمن القومي لإيتمار بن غفير وأراضي الضفة لسموتريتش.

الافتتاحية تختتم بالقول إن نتنياهو يثبت مرة أخرى أنه غير كفؤ وغير جدير بقيادة إسرائيل أو إعادة بنائها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025