فقط هكذا يمكن احتلال غزة

Ynet

ترجمة حضارات 

آري شافيط 

يؤكد المقال أن القضاء على حماس أمر ضروري، إلا أن التنظيم، بعد الضربات التي تلقاها خلال العامين الأخيرين، لم يعد يشكل تهديدًا وجوديًا مباشرًا. التحديات الأهم التي تواجه إسرائيل حاليًا هي إيران، الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة، والانقسام الداخلي. فحتى لو تحقق انتصار في غزة، قد يتحول إلى هزيمة إذا تسبب بفشل في طهران أو واشنطن أو داخل إسرائيل نفسها.

إذا أصرت إسرائيل على احتلال مدينة غزة وتهجير مليون من سكانها أمام كاميرات العالم، فلا بد من توفر ثلاثة شروط أساسية:

  1. ملف الأسرى: ضمان عدم قتل الأسرى العشرين المتبقين. التضحية بهم ستؤدي إلى صدمة وطنية لا يمكن تجاوزها، وستفقد القيادة شرعيتها بالكامل.
  2. شرعية داخلية: الجيش هو "جيش الشعب"، وأي معركة ستتطلب مئات القتلى وتجهيز عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. من دون إيمان الجمهور بعدالة الهدف وتوحّد المجتمع خلف القيادة، قد يفقد الجنود الدافع والأمل، ما يهدد قدرة الجيش على الحسم.
  3. شرعية دولية: نجاحات إسرائيل السابقة ارتبطت بتحرك سياسي استباقي منحها تفوقًا أخلاقيًا. اليوم، تعاني إسرائيل عزلة غير مسبوقة، والدعم الذي منحته بعض الدول بعد 7 أكتوبر تبخّر. ترامب لا يُعد ضمانة كافية، فهو شخصية متقلبة وقد يتخلى عن إسرائيل تحت ضغط الرأي العام العالمي. لذلك، يجب الحصول على التزام أمريكي مكتوب بمساندة العملية، إلى جانب تقديم أفق سياسي يثبت أن الهدف هو تحقيق السلام.

يشير الكاتب إلى أن للحكومة الحق في شن حرب حتى لو عارضها المستوى العسكري، لكن الحكمة السياسية تقتضي ألّا تكون حربًا اختيارية تُخاض من دون شرعية داخلية وخارجية، ومع وجود خطر على حياة الأسرى. وإلا، فستكون مغامرة حمقاء تسلب إسرائيل النصر الضروري على حماس.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025