ما الذي يقف خلف المقترح الجديد لترامب لصفقة شاملة؟

قناة 14

ترجمة حضارات 


 تمير مورغ 

يتضمن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديد تغييراً جوهرياً عن الصيغ السابقة: الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة فور بدء الصفقة. حالياً تلتزم إسرائيل الغموض وتكتفي بالقول إنها “تدرس بجدية” المقترح، لكن الخلاصة أن احتمال تنفيذه منخفض نسبياً.

المقترح، الذي أُعلن عنه مساء الأحد وأشار إليه ترامب مباشرة، أثار عاصفة سياسية في إسرائيل، مع الإشارة إلى أن كثيراً من تفاصيله ما زالت غير محسومة. جزء كبير منه ليس جديداً، لكن للمرة الأولى يُطرح الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين في بداية الصفقة مقابل إطلاق آلاف الأسرى الفلسطينيين، ثم الدخول في مفاوضات حول إنهاء الحرب. أما الشروط الأخرى الواردة في مقترح ترامب فهي شبيهة بصيغ طُرحت في السابق ورُفضت من جانب حماس.

الجديد الأبرز أن إسرائيل في الجولة السابقة أصرت على نص يضمن حقها في استئناف القتال، عبر صياغة تقول إن وقف إطلاق النار يستمر ما دامت المفاوضات تُدار “بحسن نية”. في الصيغة الحالية يبدو أن هذا القيد غائب، ما يتيح لحماس إطالة المفاوضات بلا سقف زمني، مع البقاء في الحكم، وبالتالي الادعاء بـ“الانتصار” في الحرب.

مصدر في محيط رئيس الوزراء حاول التهرّب من الإجابة لقناة 14 ثم قال: “من المبكر جداً ـ إذا ردّت حماس بالإيجاب سندقق المقترح”. المعنى المحتمل لهذا الكلام هو فتح نافذة تتيح لإسرائيل استئناف القتال. مصدر سياسي أوضح أن إسرائيل تفسر صياغة “وقف النار يستمر طالما استمرت المفاوضات” بأنها تخوّلها الانسحاب من المفاوضات من جانب واحد وبالتالي إنهاؤها، ما يعني العودة للقتال.

المقترح، بحسب ما نُشر، لا يوضح أين ستبقى قوات الجيش الإسرائيلي. فقد وافقت إسرائيل سابقاً على الانسحاب إلى “المحيط” وطريق فيلادلفيا، لكن في جلسة الكابينت الأخيرة أقرّ نتنياهو بأن إعادة احتلال مناطق سبق السيطرة عليها قد يكلّف أرواحاً جديدة، ولذلك قد تميل إسرائيل إلى قبول الانسحاب إلى “المحيط” كخيار أقل كلفة.

حتى الآن تحافظ إسرائيل على غموض متعمد، وتقول إنها “تدرس بجدية” العرض، في حين أعلن ترامب أن إسرائيل وافقت عليه فعلاً، بهدف تصوير حماس كطرف رافض يسقط مجدداً مبادرة الرئيس.

الخلاصة أن احتمال التنفيذ ما يزال ضعيفاً. فحماس لن توافق على الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، وهي تدرك أنهم بوليصة التأمين الحقيقية لمنع استئناف القتال. كما يُشكك في قدرتها على تسليم جميع الأسرى حتى لو رغبت في ذلك. ومن المرجح أن حماس تعلم أن إسرائيل ستسعى إلى “تدقيق” المقترح، أي إيجاد منفذ يسمح بالعودة للعمليات العسكرية.

مع ذلك، الاحتمال ليس معدوماً، إذ إن حماس في وضع صعب جداً وتفهم أنها قد تتجه نحو التصفية إذا استمر المسار الحالي. الحركة أرسلت إشارة استعدادها “للدخول في مفاوضات حول تفاصيل الصفقة” بهدف وقف العملية العسكرية وكسب الوقت. لكن نتنياهو أوضح أنه سيوافق على التفاوض فقط بالتوازي مع استمرار العمليات، وهو درس استخلصه من الجولة السابقة.

بالخلاصة، يبدو أن المقترح لن ينضج إلى صفقة شاملة، وذلك للأسباب المذكورة أعلاه.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025