البرج هو سر القضية: الكارثة في جباليا تُثبت قوة "حرب العصابات "


بعد الحادثة القاسية في جباليا، حيث قُتل أربعة من جنود المدرعات إثر إلقاء عبوة ناسفة داخل برج دبابة، يمكن القول إن مقاتلي حماس تعلموا مجددًا نقاط الضعف في الجيش الإسرائيلي. من الضروري استخلاص العِبر بسرعة.

الحادثة صباح الاثنين تُظهر قدرة حماس على التعلم في كيفية تحدي الجيش الإسرائيلي، وإيجاد ثغرات أمام التفوق التكنولوجي والعملياتي للجيش في ساحة القتال.

مقاتلو حماس نفذوا بالأمس فجرًا كمينًا لقوة عائدة من هجوم على الأحياء الشمالية لمدينة غزة، في منطقة على أطراف الشيخ رضوان. المقاتلون يديرون حرب عصابات وطوروا أساليب للإضرار بالقوات رغم وسائل الحماية التي طورتها الصناعات العسكرية، والتي من المفترض أن تمنح الجنود أقصى درجات الحماية.

القوة كانت في طريقها للتحصن في قرية جباليا. نصب المقاتلون الكمين عند المدخل بالضبط، عندما أبطأت الدبابة أو توقفت. مقاتلو حماس درسوا أسلوب عمل الجيش.

أصاب المقاتلون قائد الدبابة بنيران قنص، ثم ألقوا عبوة داخل برجها، مما أدى لانفجار قتل جميع الجنود. مؤخرًا يركز المقاتلون على استهداف قادة الآليات والدبابات، إما عبر القنص أو بوضع عبوات على مستوى البرج.

هم يعرفون أن القادة في الجيش يجلسون ويقودون الدبابات وناقلات الجند وهم مكشوفون من البرج. كما فهموا أن اختراق الحماية الخارجية للدبابات والآليات شبه مستحيل بفضل نظام "معطف الريح" أو التدريع الفولاذي. لذلك انتقل مقاتلو حماس إلى أسلوب جديد: إلقاء العبوات عبر البرج داخل الآليات. ينتظرون حتى تتوقف الآلية أو تكاد تتوقف ليقفزوا ويُلقوا العبوة.

هذا حدث سابقًا في خان يونس حين قُتل ضابط وسبعة من جنود الهندسة القتالية عبر إلقاء عبوة داخل مركبة "فومه". وحدث اليوم وفي أحداث دامية أخرى سابقًا.

حادثة جباليا كانت صعبة، حيث قُتل أربعة جنود مدرعات وأُصيب جندي من لواء النحال في القتال. حتى الآن سُمح بنشر أسماء ثلاثة من القتلى: العريف أوري لامد، العريف غدي كوتل، والعريف عمِيت أريه ريجف.

الجيش الإسرائيلي مطالب الآن بسرعة التعلم لمواجهة التهديد الذي يستهدف الدبابات والآليات، ويجب أن يتم ذلك قبل التوغل المرتقب داخل مدينة غزة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025