حرب الروايات: كيف تفوقت حماس إعلاميًا على إسرائيل

هآرتس 

ترجمة حضارات  

ليلاك سيغان

قال ترامب هذا الأسبوع: "إسرائيل تخسر في حرب العلاقات العامة". لم نكن بحاجة إليه كي نعرف ذلك. فمنذ 7 أكتوبر، تُهزَم إسرائيل بشكل فاضح في معركة الوعي أمام الرأي العام العالمي، رغم إنجازاتها العسكرية ضد حماس، حزب الله، وإيران. بعد 700 يوم من الحرب، النتيجة: تفوق عسكري، لكن خسارة إعلامية.

في البداية، قيل إن "الإعلام غير مهم"، أو "سينظر إلينا كجالوت مقابل داود"، أو "الكل معادٍ للسامية". لكن اليوم يتضح أن حرب الوعي لا تقل أهمية عن القتال. عملية اغتيال المتحدث باسم حماس، أبو عبيدة، كشفت أن الحركة تمتلك وحدة إعلامية ضخمة تضم 1,500 عنصر، مزودة بمصورين ومحررين ومتابعين للرأي العام، مقابل نصف هذا العدد في إسرائيل. كل عملية تنفذها حماس مرتبطة باستراتيجية إعلامية، من تصوير العمليات وبثها مباشرة، إلى فيديوهات الأسرى، وصولًا إلى حملات متزامنة مع خطوات سياسية مثل دعاوى لاهاي أو نقاشات الأمم المتحدة.

أما إسرائيل، فلم تنتج حملة استراتيجية طويلة الأمد، بل اكتفت بردود متفرقة. مثال على ذلك: فيديو عائلة "تاسه"، الذي كان يمكن استغلاله دوليًا بشكل أقوى لو تم دمجه في حملة مدروسة بمناسبة ذكرى 7 أكتوبر، لكنه أُطلق فقط كردّ على خطوات فلسطينية.

في المقابل، أدار الفلسطينيون حملات منسقة: حملة "الإبادة" تزامنت مع لاهاي، و"المجاعة" مع سياسة سموتريتش ضد المساعدات، والآن "قتل الصحفيين" مع جهود الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة. أكثر من 150 وسيلة إعلام، منها "الإندبندنت"، و"NPR"، والجزيرة، شاركت في الحملة. ولم تنجح إسرائيل خلال عامين في توضيح أن أغلب "صحفيي غزة" مرتبطون بحماس بشكل مباشر أو غير مباشر.

يخلص المقال إلى أن الحكومة الإسرائيلية بارعة في صياغة رواية داخلية بطولية للشارع المحلي، وتوجيه اللوم لخصومها، لكنها فشلت في تحويل هذه القدرة إلى الخارج. النتيجة: أخطاء اتصالية إسرائيلية تُسهم في تعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025