تقديرات متزايدة لفشل الهجوم في الدوحة: القرار بتقليص الأضرار – والتأثير على النتائج

ترجمة حضارات 

​​​​​​​
إيتمار آيخنر، ليئور بن أري 

قدّرت مصادر مطلعة أن محاولة اغتيال قيادة حماس في الدوحة ربما فشلت، لأن القادة كانوا في جزء آخر من المنشأة. ويتطابق ذلك مع تقارير من إيران تفيد بأن فريق المفاوضات ترك هواتفه في الغرفة المستهدفة، بينما خرجوا في الوقت ذاته لأداء الصلاة في غرفة مجاورة، ما أنقذهم من الضربة. صحيفة الشرق الأوسط نقلت عن مصادر في حماس أن اثنين من قيادات المكتب السياسي أُصيبا في الغارة الإسرائيلية، أحدهما بجروح خطيرة، وهما يتلقيان العلاج في مستشفى خاص تحت حراسة مشددة.

تفسير آخر لفشل العملية هو رغبة إسرائيل في تجنّب أضرار واسعة. إذ نُفذت الضربة بشكل محدود دون تدمير المبنى كاملاً، بهدف تقليل إصابة المدنيين – وخصوصًا القطريين. ومع ذلك، لا يوجد تأكيد نهائي للنتائج، وتشير أوساط إسرائيلية إلى أنه لا يقين بأن الاغتيال فشل بالفعل.

مساء اليوم أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانًا بالإنجليزية موجّهًا رسالة إلى قطر و"كل الدول التي تؤوي إرهابيين": "إما أن تطردوهم أو تحاكموهم، وإذا لم تفعلوا فسنقوم نحن بذلك." وذكّر بأن غدًا هو 11 سبتمبر قائلاً: "في ذلك اليوم ارتكب إرهابيون إسلاميون أسوأ جريمة في أميركا منذ تأسيسها. ولدينا أيضًا 11 سبتمبر – نحن نتذكر 7 أكتوبر، اليوم الذي ارتكب فيه الإرهابيون جريمة ضد الشعب اليهودي هي الأسوأ منذ المحرقة." وأضاف: "أميركا بعد 11 سبتمبر تعهّدت بملاحقة الإرهابيين أينما كانوا. نحن فعلنا الشيء نفسه في قطر."

نتنياهو شبّه العملية بمطاردة الولايات المتحدة لأسامة بن لادن، واتهم قطر بأنها تمنح حماس مأوى فاخرًا وتمويلاً. كما هاجم الانتقادات الدولية لإسرائيل، قائلاً إن على الدول أن تصفق لها بدلًا من إدانتها.

في المقابل، ردّت قطر. وقال رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع CNN إن نتنياهو "يقود الشرق الأوسط نحو الفوضى، وكل الخليج في خطر." وكشف أن ضباطًا قطريين أُصيبوا في الغارة وهم في حالة حرجة. وأكد أن الدوحة تراجع "كل شيء" بشأن دورها كوسيط ومستقبل وجود حماس على أراضيها.

القصف ألحق دمارًا واسعًا بالفيلا المستهدفة التي لا تزال مغلقة من قوات الأمن القطرية. وقد نفت حماس أمس التقارير عن اغتيال قادتها، لكنها لم تقدم أي دليل. وفي المقابل، أُعلن أن نجل خليل الحية قُتل في الغارة.

وفي وقت لاحق، صدرت رسالة مكتوبة باسم القيادي حسام بدران، الذي اعتُقد أنه كان في المبنى، قال فيها إن "جريمة العدو تؤكد أنه عصابة إرهابية تهدد استقرار المنطقة"، وشدّد على أن ذلك لن يغيّر قرارات الحركة.

ظهر اليوم وصل رئيس الإمارات محمد بن زايد إلى الدوحة في زيارة تضامنية، ومن المتوقع أن يلحق به ولي عهد الأردن، ثم ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

ووفقًا لـ BBC، أشار مستشار لأحد قيادات حماس إلى أن الحركة نقلت أنشطتها مؤخرًا إلى طهران، رغم أن نحو ألف من عناصرها وعائلاتهم يقيمون في الدوحة في مساكن وفرتها الحكومة، بينما حصل القادة على فيلات فاخرة، وأُسكن الأسرى المحرّرون وحراسهم في شقق خاصة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025