إسرائيل تجاوزت خطًا أحمر في الخليج والعالم يتابع بقلق

ترجمة حضارات 

ميخائيل هراري 

محاولة اغتيال قيادات من حركة حماس في الدوحة تمثل فصلًا جديدًا في الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر. ورغم أن نتائج العملية لم تتضح بعد، فإن آثارها السياسية تبدو جلية.

الولايات المتحدة:
رغم المواقف المتذبذبة، تشير المعطيات إلى أن واشنطن كانت على علم مسبق بالعملية، وإن بدرجة من التحفظ. الرئيس ترامب يميل عادة إلى دعم ما يُصوَّر كنجاح عسكري، كما فعل سابقًا في الهجوم على إيران، سعيًا لجني ثمار خطوات جريئة. التحدي الآن يكمن في كيفية تعامله مع نتائج عملية غير حاسمة، خصوصًا أنها نُفذت على أرض قطر، الحليف الإستراتيجي لواشنطن، وسط تصريحات تفيد بأن الولايات المتحدة أبلغت الدوحة مسبقًا.

قطر:
دولة محورية ومثيرة للجدل في الإقليم، تحتضن أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط. ورغم المصالحة مع بعض دول الخليج ومصر، فإن العلاقات لا تزال غير مستقرة. أما العلاقة مع إسرائيل، فهي أكثر تعقيدًا، خاصة في ظل تحقيقات "قطر غيت". إسرائيل خاضت معها حوارًا طويلًا وعمليًا في بعض الملفات، لكن العملية في الدوحة خلقت أزمة حقيقية بين الطرفين، تُذكّر بمحاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في الأردن.

دول الخليج:
العملية كسرت خطًا أحمر كان واضحًا منذ فشل محاولة اغتيال مشعل، حيث امتنعت إسرائيل عن تنفيذ عمليات على أراضي دول ذات سيادة تربطها بها علاقات واسعة. هذا التصعيد يبدو أكثر خطورة في ظل اتفاقات أبراهام والسعي لتوسيعها.

الساحة الدولية:
صورة إسرائيل كـ"دولة خارجة عن القانون" تعززت أكثر. دول أوروبية تهاجمها سياسيًا، والعملية الأخيرة توفر لها حججًا إضافية. الموقف الدولي سيتحدد وفق سرعة قطر في تحريك حملة إدانة. أما واشنطن، فستدافع عن إسرائيل، لكن علاقاتها المعقدة مع قطر قد تصعّب الموقف.

الحرب في غزة والرهائن:
سعت إسرائيل إلى تكرار نموذج استهداف قيادة حزب الله الذي أدى إلى وقف إطلاق النار وحرية عمل في لبنان. لكن العملية في الدوحة لم تحقق النتائج المرجوة. الوضع مختلف: الفشل في غزة قد يدفع نحو السيطرة المباشرة عليها، وهو خيار يلقى دعمًا داخل الحكومة الإسرائيلية. الأيام المقبلة ستكشف أثر ذلك على موقف ترامب والسياسة الأمريكية.

خلاصة:
حتى لو نجحت العملية عسكريًا، فإن الأزمة مع قطر ستبقى قائمة، خاصة مع تلميحات تفيد بأن الدوحة كانت على علم مسبق. صورة إسرائيل كدولة "منفلتة بلا قيود" تترسخ عالميًا، ما يفاقم الأضرار السياسية ويضعها في موقع المتهم بمحاولة فرض الهيمنة بالقوة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025