ترامب يضلل بشأن ضربة قطر والنتائج السياسية تتفاقم

ترجمة حضارات 

عموس هرئيل 

تحليل: ترامب قد يضلل بشأن ضربة قطر – لكن الضرر وقع بالفعل

بعد يومين من الهجوم الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي في الدوحة، تتزايد القناعة بأن العملية لم تحقق أهدافها المعلنة. عدد المصابين من قيادة حماس أقل مما قُدّر، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بتنفيذ الضربة رغم معارضة أغلبية كبار قادة الأمن وتحذيراتهم من تأثير سلبي محتمل على صفقة الأسرى.

إسرائيل تتحمل مخاطر متزايدة كلما طال أمد الحرب الإقليمية. قبل أسبوعين، قصفت صنعاء في محاولة لاغتيال كبار مسؤولي الحوثيين، والآن استهدفت وفد التفاوض التابع لحماس في قطر. الأهداف باتت أبعد وأكثر طموحًا، لكن النتائج لا تزال جزئية: ففي اليمن قُتل رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، بينما نجا القادة الأمنيون؛ وفي قطر، قد تنتهي العملية بفشل واضح.

الخطر الأكبر يتمثل في مصير الأسرى. الضربة قد تدفع حماس إلى تشديد المعاملة أو التهديد بقتلهم. بالنسبة لنتنياهو، فإن أولوية بقائه في الحكم تتفوق على حياة الأسرى، ويرى في استمرار الحرب وسيلة لتحقيق ذلك. ترامب يمنحه هامشًا زمنيًا إضافيًا في غزة، لكن التقديرات تشير إلى أنه سيطالبه بإنهاء الحرب بحلول نهاية العام. لهذا، عجّل نتنياهو بتنفيذ العملية في الدوحة قبل تكثيف الهجوم البري في القطاع.

مسألة التنسيق مع واشنطن تبقى غامضة. ربما أُخطرت الإدارة الأمريكية، لكن القيادة الميدانية علمت فقط عند رصد الطائرات الإسرائيلية في أجواء قطر. البيت الأبيض قد يكون تعمّد الغموض، وترامب تحديدًا لا يرغب في الارتباط بفشل محتمل، خاصة في ظل تعقيدات علاقاته مع الدوحة. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، قال ترامب لنتنياهو إن الضربة كانت "خطوة غير حكيمة".

الضرر السياسي واضح: العلاقات بين إسرائيل وقطر تدهورت بشدة. رئيس الوزراء القطري صرّح بأن نتنياهو "قتل كل أمل للأسرى". السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى أدانت العملية، رغم خصوماتها مع قطر. هناك شعور خفي بالارتياح لسقوط الدوحة في أزمة، لكن أيضًا قلق من تحول الخليج إلى ساحة مواجهة مباشرة. حماس، بدعم إيراني، قد تسعى للانتقام عبر تهديد مصالح أو سياح إسرائيليين في الإمارات.

الخلاصة:
قد يضلل ترامب عمدًا لتأمين مساحة إنكار، لكن العملية أضعفت إسرائيل سياسيًا، فاقمت أزمة الأسرى، وزادت من احتمالات توسع دائرة الصراع إلى الخليج.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025