ترجمة حضارات
أورين سولومون
الهجوم الإسرائيلي في قطر استهدف ما يُعرف بـ"قيادة الخارج" لحركة حماس، بهدف عزل عز الدين حداد، وقف مصادر التمويل، إضعاف الحملة الدعائية، وتكثيف الضغط السياسي، وصولًا إلى حسم التنظيم وإعادة الأسرى. هذا القرار يعكس تحولًا استراتيجيًا في سياسة إسرائيل، يقوم على الإصرار على إنهاء حماس وفرض ثمن سياسي وأمني على قطر.
العملية اعتُبرت خطوة استراتيجية لضرب مركز الثقل السياسي للحركة، وعزل عز الدين حداد في غزة عبر ضغط مركّب: عسكري، إعلامي، ودولي، لدفعه نحو الاستسلام السريع وتقليل كلفة الحرب.
ما هي "قيادة الخارج"؟
هي الجناح السياسي لحماس، وتختلف عن الجناح العسكري المتمركز في غزة. تشكل جزءًا من القيادة العامة (مجلس الشورى)، وتضطلع بمهام رسم السياسات، إدارة العلاقات الدولية (خصوصًا مع قطر، مصر، دول الخليج، تركيا، إندونيسيا، لبنان، إيران، اليمن)، جمع التمويل، قيادة الحملات الإعلامية العالمية، والتفاوض مع الوسطاء وإسرائيل.
ومع تصفية عدد من قيادات الداخل في غزة، ارتفع وزن قيادة الخارج، التي يُعد خليل الحية أبرز رموزها. غالبًا ما يقيم هؤلاء القادة في قطر ويتنقلون بين دول مثل لبنان وتركيا.
ما الهدف من الضربة؟
الغاية كانت "قطع رأس" قيادة الخارج، ليس فقط لمعاقبتهم على التخطيط والمشاركة في عمليات 7 أكتوبر، بل أيضًا لعزل حداد وفرض ضغط متعدد الأبعاد:
لماذا الآن؟
بحسب الكاتب، القرار جاء نتيجة قناعة بأن قطر لا تسهم في إنهاء الحرب، بل تُرسّخ مواقف حماس بحكم دورها كوسيط. لذلك، رأت إسرائيل أن ضرب قيادة الخارج بات ضرورة.
التوقيت جاء نتيجة "فرصة استخباراتية عملياتية" تمثلت في توفر معلومات دقيقة عن وجود القيادات في موقع محدد، وإمكانية تنفيذ ضربة جوية دقيقة دون كشف الطائرات.
الكاتب يرى أن هذا القرار يمثل مسارًا جديدًا في السياسة الإسرائيلية: حسم حماس أينما وُجدت، واعتبار قطر دولة خصم يجب أن تتحمل تبعات دعمها للحركة.