هآرتس
ترجمة حضارات
تحليل – رويت هخت
في مقالها الأخير، تقدم رويت هخت قراءة نقدية لسلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعقاب قصف الدوحة، معتبرة أن قراره بإفشال المفاوضات حول الأسرى لا ينبع فقط من الإحباط أو الانفصال عن الرأي العام، بل يعكس توجّهًا أعمق داخل المجتمع اليهودي في إسرائيل.
ترى الكاتبة أن نتنياهو يسعى لإثبات تغيّره أمام اليمين الراديكالي، بعد أن كان يُنظر إليه كزعيم متردد سمح بتعاظم قوة حماس وحزب الله. اليوم، بحسب المقال، يتبنى أفكارًا دينية قومية متطرفة، تصل إلى حدود القومية الفاشية، في محاولة لترسيخ مكانته داخل ائتلافه اليميني بأي ثمن.
ينتقد المقال أيضًا الطريقة التي تُصاغ بها أسئلة استطلاعات الرأي، والتي تمنح الجمهور مخرجًا مريحًا، مثل السؤال: "هل تؤيد وقف الحرب مقابل إعادة الأسرى؟" بينما السؤال الحقيقي، كما تطرحه الكاتبة، هو: "هل تؤيد وقف الحرب وترك حماس كقوة مؤثرة، أم التضحية بالأسرى مقابل القضاء عليها؟"
وتؤكد أن ما يبدو "حل وسط" لدى كثيرين، أي إعادة الأسرى أولًا ثم القضاء على حماس، هو وهم، لأن الحركة لن تمنح ضمانات تسمح بذلك.
النتيجة، وفق المقال، أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين، لو طُرحت الأسئلة بوضوح، لكانوا اعترفوا ضمنيًا بأنهم مستعدون للتضحية بالأسرى لمنع كارثة جديدة مثل السابع من تشرين الأول. وتكشف الكاتبة عن وجود دعم كامن داخل المجتمع اليهودي لفكرة "إبادة آخر عنصر من حماس"، حتى لو كان الثمن فادحًا، بينما لا تُحتسب معاناة الفلسطينيين في ميزان القرار.
وترى هخت أن نتنياهو يدرك هذا الميل الشعبي ويستند إليه. أما من يُفترض أن يردعه، فهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن ردود فعله المترددة بعد عملية الدوحة تكشف، بحسب المقال، أن واشنطن ربما تشارك ضمنيًا في هذه السياسة، باعتبارها امتدادًا لموجة معادية للإسلام في اليمين الشعبوي الغربي، حيث تُنفذ إسرائيل "المهمة القذرة" علنًا، بما يخدم مصالحهم.
وتخلص الكاتبة إلى أن كل الأحاديث عن تفاوض أو عروض سلام ليست سوى "حفلة أقنعة" تخفي واقعًا أكثر قتامة، تُدفع فيه إسرائيل نحو استمرار الحرب والتصعيد، على حساب الأسرى والفلسطينيين معًا.