هكذا ستساعد الضربة الاستراتيجية في قطر على حسم حماس وإعادة الأسرى

 قناة 14 


ترجمة جضارات


أورن سولومون 

هكذا ستساعد الضربة الاستراتيجية في قطر على حسم حماس وإعادة الأسرى

ضربة إسرائيلية في قطر أصابت "القيادة الخارجية" لحماس، بهدف عزل عز الدين حداد، وقف التمويل، تعقيد الحملة الدعائية والضغط السياسي، وحسم التنظيم. القرار يشير إلى تغيير استراتيجي في سياسة إسرائيل: إصرار على القضاء على حماس وفرض ثمن على قطر.

نحن الآن في انتظار متوتر لنتائج الضربة التي جرت هذا الأسبوع في قطر. عدم الوضوح بشأن من تمت تصفيتهم مقصود، وحماس تصرفت هكذا طوال كل عملية تصفية لقادتها خلال الحرب (محمد ضيف، السنوار، هنية وغيرهم). لكن يمكن القول منذ الآن إنها ضربة استراتيجية هدفها المساس بـ"القيادة الخارجية" لحماس: عزل عز الدين حداد — ممارسة ضغط عسكري ونفسي عليه من أجل حسم حماس وإعادة الأسرى.

لكن ليس هذا فقط؛ قرار المستوى السياسي بضرب قطر يشير إلى تغيير اتجاه وقرار استراتيجي: أن تُرى قطر ليس فقط كـ"مضيفة للإرهاب"، بل كدولة دعمت، مولت، ومكّنت جرائم السابع من تشرين الأول. على إسرائيل أن تطالب قطر بكامل الثمن على ذلك، وأن توقف استخدامها كـ"وسيط". قطر ليست دولة "معقدة" — هي دولة عدو، وهكذا يجب التعامل معها.

ما هي "القيادة الخارجية"؟ وما حجم تأثيرها؟
"القيادة الخارجية" لحماس هو اسم الجناح السياسي للحركة (بخلاف العسكري في غزة)، وهي جزء من القيادة العامة للحركة (مجلس الشورى). لا تضع السياسة والاستراتيجية فقط، بل هي مسؤولة عن العلاقات الخارجية مع دول (خاصة قطر، مصر، دول الخليج، تركيا، إندونيسيا، لبنان، إيران واليمن)، مسؤولة عن مصادر التمويل وجمع الأموال، إدارة الحملات الدعائية والتأثير العالمية، وطبعًا — هي التي تتولى التفاوض مع الوسطاء وإسرائيل.

مع استمرار الحرب، وكلما تمت تصفية قادة حماس في غزة (محمد ضيف، الإخوة السنوار، كبار قادة جيش حماس)، وكذلك مسؤولي الحكم في غزة (دعالس، برهوم، الذين خلفوا يحيى السنوار لفترةٍ قصيرة حتى تمت تصفيتهم)، ازداد "وزن" وتأثير رجال القيادة الخارجية، وأبرزهم خليل الحية الذي شغل منصب نائب يحيى السنوار. قادتهم غالبًا "مستضافون" في قطر، رغم أنهم يتحركون أيضًا بين دول أخرى مثل لبنان (صالح العاروري الذي تمت تصفيته) وتركيا (في الماضي، واليوم ليس بشكل دائم).

فما كانت إذن غاية الضربة؟
غاية الضربة في قطر كانت "قطع الرأس" (المرادف العسكري لتصفية قيادة منظمة/جيش): "القيادة الخارجية". ليس فقط بسبب المجزرة الوحشية التي شارك فيها قادة في التخطيط والتنفيذ — فلهذا هم مستهدفون بالموت — بل كانت هناك غاية أعلى: عزل عز الدين حداد في غزة، وخلق ضغط عسكري عليه عبر عملية احتلال مدينة غزة، ضغط داخلي من السكان، وضغط سياسي ومالي ونفسي، لأنه يبقى وحيدًا، لكي يستسلم بسرعة، من أجل تقليص الثمن الذي ستدفعه حماس والسكان.

لماذا يفترض أن المساس بالقيادة الخارجية يحقق ذلك؟
هنا يكمن الفهم العميق: أنه لا يدور الحديث فقط عن تصفية أشخاص كبار مهما كانوا. لقد صُفّي هنية في إيران، وصالح العاروري في لبنان؛ فلماذا الضربة هنا مختلفة؟ هنا الحديث عن التأثير الحاسم على قدرة حماس في غزة على القتال!

التمويل: القيادة الخارجية تعالج جمع الأموال للحركة (من كل العالم عبر التبرعات، ومن قطر وإيران). بلا مال — لا حرب! نعم، حتى الجهاد يسير على أمواله. كل شهر، ينتظر عشرات آلاف عناصر حماس الحصول على 200 دولار (اليوم أقل)، لدعم عائلاتهم. فرغم كراهيتهم لإسرائيل ورغبتهم في الحرب، المال هو الدافع والممكّن لحماس لدفع رواتب عناصرها لمواصلة القتال. المساس بـ"القيادة الخارجية" يعني وقف (حتى لو مؤقتًا) تدفُّق الأموال للتنظيم وقدرته على العمل.

الدعم السياسي: "القيادة الخارجية" تمكّن حماس من الدعم الدبلوماسي لدى دولٍ عديدة، ليس فقط الدول العربية المذكورة، بل أيضًا بالحوار مع روسيا والصين، مما يتيح لهم العمل تحت مظلة سياسية واسعة وتطوير استراتيجيتهم.

حملة التأثير والدعاية: "القيادة الخارجية" تدير أدوات التأثير التي تضرّ وتشوّه صورة إسرائيل، ويمكن الافتراض بمساعدة من — صحيح — المال القطري و"الجزيرة".

التفاوض مع إسرائيل: "القيادة الخارجية" تدير عمليًا التفاوض مع إسرائيل عبر الوسطاء. في هذا السياق، موقف خليل الحية المتشدِّد، الذي ينسق مع السنوار والآن مع عز الدين حداد، يشكّل عاملًا مؤثرًا جدًا على الموقف المتطرف الذي يصعّب إنهاء الحرب وإعادة الأسرى.

باختصار، غاية المساس بأعضاء "القيادة الخارجية" كانت مهمة جدًا، ونحن ننتظر نتائجها. هكذا أو هكذا، تشكّل إشارة واضحة لخطوط السياسة الإسرائيلية الجديدة: إصرار على حسم حماس في كل مكان، وقطر يجب أن تدفع ثمنًا وتـ"تختار جانبًا".

إذن تُطرح السؤال: لماذا تحركت إسرائيل فقط الآن؟
كمَن يعرف جيدًا عمليات اتخاذ القرار على مستوى الأمن القومي، يدور الحديث عن قرارات صعبة ومعقدة لها تبعات فورية ومستقبلية، ضيقة وواسعة. على ما يبدو، ترسخت القناعة أن قطر لا تنجح في المساهمة في الوصول إلى نهاية حماس — وربما بالعكس، تساعد على "تثبيت" قرار حماس تحت مظلتها كوسيط.

هذا المأزق قاد إلى الاستنتاج بأن الوقت قد حان للمساس بقيادة حماس، والتوقيت كما نعرفه نابع من "فرصة استخبارية — عملياتية". أي، ليس فقط معلومات دقيقة عن مكان وتوقيت تواجد القادة، بل أيضًا توفر قدرة استخبارية على المبنى ومَن فيه، إضافةً إلى وقت ومجال يسمحان لطائراتنا بالوصول بسلام وضربة دقيقة لتصفيتهم. أول أمس كانت فرصة كهذه، ونأمل نتائج جيدة

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025