وكالات الأنباء
مسؤولون مصريون كبار يدّعون أنهم أحبطوا محاولات إسرائيلية لاغتيال قادة حماس في القاهرة، وحذّروا أن خطوة كهذه ستُعتبر إعلان حرب وانتهاكًا للسيادة. التصريحات نُشرت في موقع Middle East Eye على خلفية الهجوم الإسرائيلي في الدوحة بداية الأسبوع.
مسؤول أمني بارز صرّح للموقع أن أجهزة الاستخبارات المصرية نجحت سابقًا في إحباط محاولة مشابهة خلال محادثات وقف إطلاق النار التي جرت في القاهرة. وبحسبه، إسرائيل تدرس منذ مدة إمكانية استهداف قيادة حماس الناشطة من العاصمة المصرية، رغم عدم ذكر أسماء أو تفاصيل دقيقة حول وجودهم في البلاد.
التهديد المصري جاء بعد أيام من الغارات الإسرائيلية الواسعة في الدوحة، التي استهدفت مباني كان يتواجد فيها قادة حماس، ما أثار إدانات واسعة في العالم العربي. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن بعد الهجوم أن إسرائيل ستعمل ضد حماس "في كل مكان"، ودعا الدول التي تستضيف قيادة الحركة إلى طردهم أو تسليمهم.
مسؤول أمني مصري رفيع أوضح أن إسرائيل لم تستخدم الأجواء المصرية في الهجوم على الدوحة، ولم يكن هناك أي تنسيق مع القاهرة أو واشنطن في هذا الشأن. وأضاف أن منظومات دفاع جوي متطورة منتشرة في سيناء قادرة على رصد أي اختراق للأجواء المصرية.
قناة العربية/الحدث أفادت أن مصر قررت تقليص التنسيق الأمني مع إسرائيل حتى إشعار آخر بسبب الهجوم على الدوحة. مصادر أخرى ذكرت أن القاهرة تعيد تنظيم قنوات الاتصال الأمنية مع تل أبيب على خلفية التطورات.
العلاقات بين مصر وإسرائيل تمر بفترة توتر. في القاهرة هناك غضب من تراجع إسرائيل عن التقدم في اتفاق مع حماس، وتخوّف من محاولة تحميل مصر مسؤولية مستقبل قطاع غزة، بما في ذلك احتمال تهريب فلسطينيين إلى سيناء. في أغسطس الماضي ذُكر أن مصر نشرت عشرات آلاف الجنود على طول الحدود مع غزة لمنع هذا السيناريو.
محللون إقليميون أشاروا إلى أن موقف مصر لا ينبع من الدفاع عن حماس بل من رغبتها في الحفاظ على مكانتها كوسيط مركزي في الساحة الفلسطينية. أي اغتيال في القاهرة سيُنظر إليه كإهانة لمصر وإضعاف لهيبتها الإقليمية. وأكد خبير أمني أن تنفيذ إسرائيل عملية كهذه سيظهر القاهرة كعاجزة عن حماية سيادتها، مما يضر بدورها كوسيط شرعي.
مصر، التي كانت أول دولة عربية توقّع اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979، استثمرت جهودًا طويلة لترسيخ مكانتها كقناة رئيسية في الاتصالات مع الفلسطينيين. لكن مؤخرًا جرى تهميشها في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، خصوصًا مع تصاعد دور قطر. التخوّف في القاهرة أن خطوات عسكرية إضافية من جانب إسرائيل ستنعكس مباشرة على مصر وتهدد استقرارها الداخلي.